دائمًا ما نسمع عن حالات فساد ، ودائما ما يكون هناك شئ من شك فى صحة الخبر أو فى دقة الخبر ، لأننا لم نشاهد واقعة الفساد بأعيننا ، ولأننا لم نكن طرفًا فيها ، أو لأننا لم نشهد حالة مماثلة لكى نؤكد الخبر ، ومع ذلك فنحن لا ننفى الخبر، ولكن يظل الشك داخلنا حتى يحين موعد نتأكد فيه من الخبر ونؤكده للناس .
وبرغم صغر سنى وعدم اختلاطى بالمصالح الحكومية ، إلا أننى عاشرت بعض حالات الفساد ، ورأيتها عن قرب ، فقد رأيت من يبيع ضميره وإمضائه بقليل من المال ، ورأيت المرتشى يأخذ المال فى بجاحة وكأنها حق من حقوقة .
أذكر شيخى حينما وقف فوق المنبر يخطب خطبة أغضبت كثير من المصلين ، لأنه قال لهم يجب أن يراعوا الله فى عملهم ، ولا يهربون من عملهم ولا يتركون وظائفهم ، وقال أنا أعلم أن هناك من يقول هذا العمل - القليل - مقابل المرتب - القليل أيضًا - فرد على هذا القول بأنه إرتضى العمل مقابل هذا المال ، وعليه أن يعمل بجد .
حينما حدثت أحدهم ـ موظف فى مصلحة حكومية ـ بأن هذا الذى يفعله خطأ ، رد على ما قلت بشمئزاز وضيق وقال اسكت أنت لا تعلم شئ ، وللأسف سكت !.
أخر ما رأيت من حالات فساد ان موظف ذهب للحج ووقف العمل فى المصلحة الحكومية بسبب ذهابه للحج ، وأنا لا أمانع أن يذهب أحدهم للحج ـ لعلهم يتوبون حقًا ـ ولكن أن يتعطل العمل بسبب هذا الحاج ، ولماذا لا يأتى غيره لكى يقوم بالعمل بدلاً منه ؟ والجواب أن هذا الحاج ـ الغائب ـ لن يستطيع أن يحج العام المقبل ، وسيذهب من قام بالعمل فى فترة غيابه
لا أعلم إن كنت سأتغير وأصبح مثل هؤلاء ؟ ، ولا أعلم هل سيشم أحد رأحتى ؟، وماذا ستكون الرائحة ؟ طيبة أو .....