الأربعاء، نوفمبر ٠٥، ٢٠٠٨

دعاة الفتنة ... ودعاة الصمت






كلما فضحت الصحف المستقلة بعض السلبيات الموجودة فى المجتمع ، أو بعض السلبيات وإن شئت الدقة قل التقصير الذى تتصف به أغلب أفعال الحكومة ، يخرج علينا بعض مشجعى ومهللى الحكومة يطالبون الصحف بغض الطرف عن مثل هذه الأشياء لأنها تسئ لمصر ، حقًا هم يسيؤن لمصر !!!
هذا من جانب الصحف المستقلة والموالاة .
أما على صعيد آخر فإن بعض المثقفين يطالبون البعض بالصمت لأن ما يقولونه يثير الفتنة ! ، وأبرز من دعى للصمت كان أستاذنا فهمى هويدى .
وفى مقالاتان دعى إثنين من كبار علماء الدين فى
العالم العربى للصمت ـ وللمفارقة أحدهما مسلم والآخر مسيحى ـ وهما فضيلة الدكتور
يوسف القرضاوى وفضيلة البابا شنودة .
وقد خاطب الأستاذ فضيلة الدكتور فى مقالة
وهو يطالبه فى هذه المقالة بالصمت عن تنبيهه ـ يقصد الشيخ القرضاوى ـ للمجتمع من خطر التشيع ، ولكن هل حقًا كان يجب أن
يصمت مولانا ، لا أعتقد !
وقال فى مقالته عن البابا شنودة التى كان عنوانها ليته ما تكلم
الأسلمة والعروبة وخطرهما على المسيحيين.
وليس الآن مجال الحديث عن التشيع أو الأسلمة ، ولكن حديثنا ينصب عن الصمت والحديث الذى يجلب الفتنة .
هل حقٌا لو صمتا عن الحديث هذا سيؤدى إلى درء الفتنة ؟ ، السؤال هنا خطاء والصحيح هو ، هل الكلام سيؤدى الى الفتنة ؟
لا أعتقد أن الكلام سيؤدى الى الفتنة ، لأنه فى النهاية كلام يؤخذ منه
ويرد ، وقد كتبت فضيلتكم ـ الأستاذ هويدى ـ ترد عليهما فى بداية المقال وفى النهاية تطالبهما بالصمت .
مما تخاف أستاذنا ؟ ، من الفتنة أم من الكلام !!
ما قالاه لن يؤدى إلى فتنة ولكن صمتهم هو من سيؤدى إلى فتنة لأنهم سيضمرون فى صدورهم كلمات ، قولها الآن لن يضر لأن البعض سيرد عليها ، ولكن غذًا الله وحده أعلم به وكيف ستكون نتيجة هذه الكلمات قد تكون حقٌا كلمات حارقة .
أليست هذه أراء ومعلومات قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة ، ومن حق من كانت فى صدره شئ أن يبوح بما فى صدره .
إذا إعتمدنا موقف أستاذنا وقررنا بصحتة فإننا سنطالب الجميع بالصمت .
لا داعى للصمت ، فليدل كل امرء بدلوه .
كن شجاعًا أستاذنا ، ولا تخف .

إذا كنت ترى أنهم مخطئون فقف أمامهم ونبههم إلى خطئهم .
كن كموسى مع السحرة ـ قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى(65)قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى(66) ـ ورد عليهم وواجههم ولا داعى للصمت .
فهم ليسوا من دعاة الفتنة .
وأتمنى ألا تكون من دعاة الصمت .