الخميس، فبراير ٠٩، ٢٠١٢

فى صحبة "السيد" (2)

الشيخ أسامة بصحبة الشيخ أحمد معبد فى معرض الكتاب


مر عامان على مقالتى الأولى فى صحبة "السيد"، والتى كانت فى معرض الكتاب 2010، بصحبة ورفقة مولانا الشيخ أسامة السيد الأزهرى ولطول المدة بين هذه المقالة وما أكتبه الآن، قررت أن أجمع عدة مشاهد خلال هذه الفترة، فبدلاً من ذكر كل قصة على حدة، وقد تطول الحكايات وتكثر فيمل القارء، والهدف الأهم من هذه المقالة وغيرها، أولا هو الاعتراف بالجميل الذى يطوق عنقى من خلال موافقة شيخى لمصاحبته، والثانى هو أن أذكر بعض الفوائد التى استفدتها من الشيخ لكى أذكّر بها نفسى، ولكى تعم الفائدة، ولم أحدد مسبقًا ما سأكتبه، ولكنى اعتمدت على الذاكرة، فالله الموفق.

معرض الكتاب (2)

نبدأ من حيث انتهينا فى المرة السابقة، وهو معرض الكتاب، ولا يخفى عليكم أن المعرض العام الماضى قد أغلق بسبب أحداث الثورة، ولكن مع قرب موعد افتتاح المعرض 2012 سألت شيخى الكريم ونحن فى الجامع الأزهر الشريف بعد درس مولانا الدكتور نور الدين عتر، إن كان سيذهب غدًا فى أول أيام المعرض، فأكد "أنه ذاهب، ولولا أن يقولو أنى مسنى شئ لبت أمامه من الآن" فاتفقنا على الذهاب والصحبة، وقد كان، فقابلت الشيخ وذهبنا للمعرض، ولكن هنا ملاحظة لطيفة، وهو الفارق بين المرتين ، ففى الأولى لم تكن مرتبة وكان يغلب عليها طابع الدهشة، أما هذه المرة فالأمر مرتب وتغلب عليها نظرة الاستفهام أكثر من الدهشة، لأننى تعودت ـ كما سيأتى فى بعض المواقف ـ على رؤية الأشياء الغريبة من شيخى ويظهر عندما نسأل الشيخ عنها أن لها نظرة أخرى غير التى نظرنا بها أول الأمر.
أنا وشيخى، وكنت أريه يعض ما اشتريت، والذى فى يده كتاب القلوب الضارعة 
كعادة الشيخ ـ كما رأيت ـ حبه للصحبة والاستئناس، فدعا صديقنا مصطفى نشأت للذهاب معنا فى المعرض وكذلك صديقنا شريف عويضة، وانطلقنا نبحث عن عنواين معينة لأن الوقت كان قد ضاق، وقاربت الشمس على المغيب، ودرس مولانا العلامة نور الدين عتر بعد العشاء فى الأزهر، فذهبنا لصلاة العصر أولا، ووجدنا من تلامذة مولانا الشيخ أيمن الحجار والشيخ محمد عبد اللطيف والشيخ يوسف سفانى والشيخ محمد جمال، ومشينا ـ كل من ذكرت من السادة المشايخ ـ إلى بعض دور النشر كالفتح والبصائر والنوادر، يقودنا الشيخ أيمن الحجار، بعدما قدمه الشيخ أسامة وجعله أمير القافلة، ولم يحدث فى هذا اليوم شئ يذكر، لقلة الوقت، ولكن كان هناك شئ واحد هو تأذى الشيخ حينما حملنا الكتب وكانت كثيرة.
رأيت أن الصحبة لا بد أن تشمل صديقنا مصطفى ثابت الذى كان معنا المرة السابقة، فسألت مولانا عنه فقال نتصل به لكى يأتى غدًا، فوجدته مساءًا على الفيس فأخبرته بضرورة حضوره، وقد كان، وذكرته بالمرة السابقة وقلت له لقد ذكَّرت مولانا حينما ذهبنا نشترى كتب طه عبد الرحمن، ولقينا فى هذا اليوم شيخ الشيخ أسامة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، والمشرف على رسالة الدكتوراة التى حصل عليها الدكتور أسامة السيد الأزهرى يوم 4-7-2011 ، وسلم عليه الشيخ أسامة ورحب به كثيرًا وصحبه لكى يريه بعض الكتب وبعدها افترق عنا.
وفى يوم آخر ذهبنا لبعض الدور وذهبنا لسور الأزبكية للبحث والتنقيب عن بعض الكتب عن الأزهر الشريف، وهناك عرفت ان الكتب والمجلات القديمة يتم إعادة تصويرها وتجليدها وبيعها بأسعار خيالية، وكان ممن حضر فى هذا اليوم صديقنا الشيخ أحمد جمال وصديقنا عمرو يسرى.
إلى هنا وجدت نفسى ذكرت أشياء قد تبدو للبعض تافهة، لأنى لم أذكر بعض المواقف جليلة، أو الكلمات القيمة لمولانا، ولكن الحقيقة عكس ذلك فكل ماسبق قد كان تأكيد لحب الصحبة والاستئناس واختيار الرفقاء، وقد ندر من تجد يختار رفقاءه بعناية، ويحرص على الاستئناس بهم، كما يفعل مولانا الشيخ أسامة.
ولن أقدر على الوفاء بما وعدت أول المقال من ذكر عدة مواقف، لأنى وجدت أننى تجاوزت أكثر من خمسمائة كلمة، وقد كانت من سلبيات المقالة السابقة عن مولانا، هو الطول الذى قد يمل منه القارء، ولهذا فأكتفى بهذا 
القدرن على أن أستكمل بعض المواقف فى مرات مقبلة. 
لا يسعنى وأنا أنهى هذه المقالة إلا أن أقول جزاك الله خيرًا شيخى على موافقتك لصحبتى، وأنى مقصر معكم،  وهذه المقالة خير دليل، فأنا لم أوفيكم حقكم، وقد كتبتها على عجل، ولعل عذرى أننا كنا فى المعرض على عجل أيضًا فسامحنى.