الخميس، ديسمبر ١٦، ٢٠١٠

هذا ميراثنا.. فهل من وارث؟!

تدرجنا معًا فى الطريق إلى الله فقرأنا كتاب التربية والسلوك للإمام العلامة على جمعه وتعرفنا مثلا على خطوات الطريق إلى الله، وتحدثنا عن طريق الفرد إلى الله والفرد (العبد) هو واحد من الكل (الأمة) وعرفنا الطريق إلى الله بالعبادات كالصلاة والطوم ومحبة النبى ، ولكن نحن هنا نمشى فى طريقنا إلى الله بطريقة مختلفة ونتائجها لا تقتصر على الفرد (العبد) وحده ولكن نتائجها قد تعم الكل (الأمة) وهذا الطريق مقصوده الكل (الأمة) التى تشمل بالطبع الفرد (العبد).
ونحن هنا لن نبدأ من جديد، ولكننا سننطلق ـ إن شاء الله ـ من حيث توقف الوارثون عن تلقى ثرواتهم والتصرف فيها، فهيا نتعرف على هذه الثروة والميراث فى كتاب العالم الربانى محمد فتح الله كولن "ونحن نقيم صرح الروح" فيبدأ بالتعرف على العالم الإسلامى "يمر العالم الإسلامي كله في عصره القريب الأخير، بأشد أزمة واجهَته في تاريخه، من حيث الاعتقاد والأخلاق والنمط الفكري والمعارف والصناعة
العادات والتقاليد والأوضاع السياسية والاجتماعية... ومن أشد ما يؤلم، أن هذا العالم وقد ابتعد عن المحركات التاريخية والقيم الإسلامية التي رفعت هامته قرونا طويلة، وقع أسيراً في قيود الجهل والانحلال الأخلاقي والخرافة والأهواء البدنية والجسمانية، فانحدر من هنا إلى مهاوي الظلام والخسران، وانحدر من هاوية إلى هاوية... مبعثراً، كحبات المسبحة إذا انفرط
يطُها، أو كصفحات كتاب انحل عقدُها، مهاناً تحت الأقدام... مهزوزاً ومزعزعاً، كدحه هباء وكفاحه عقيم، مقصوم الظهر بألف تفرق وتمزق... حائراً حتى البله إذ يغنّي أناشيد الحرية وصدره يتشظى أنيناً في أعظم أنواع الأسر عاراً... أنانياً بلا هوية. أعلن العصيان على الله والرسول متمردا على الأفكار المحظورة(!) لكنه صار بائساً أشد من البؤس نفسه تنهشه مخالب كثير من الأفكار المحظورة الأخرى... بل مطلقِ المساس بها وإن كان إيماءً!.
ويتحدث عن وارثو الأرض "الدنيا تدور، وتدور. وكلما دارت، تنسحب إلى فَلَكها الأصل. فهل وارثو الأرض الحقيقيون جاهزون لاسترداد ميراثهم الذي أضاعوه، فخطفه غيرُهم قبل مدة؟ إن الحق الأول شيء، والحق المستلم بالتمثيل شيء آخر. فالحق إن لم يُمَثّل حسب مقاييس قيَمه الذاتية، يمكن أن يُسترد في كل وقت، وإن مُنح ابتداءً لأمة معينة وَجَمْعٍ معين... فيُستَرد منهم، ويُسَلَّم إلى من يكونون الأسبق والأفضل نسبياً في الخير، إلى أن ينشأ الممثلون الحقيقيون...ولئن حرّم مالكُ الملك الحقُّ الإرثَ عمن ادعى وراثة الأرض الحقيقية في مرحلة تاريخية كثيفة بالضباب والدخان، لأنهم لم يبذلوا الجهد اللائق بالوراثة السماوية كما ينبغي، فإن الخلاص من هذا الحرمان يبدأ من اللجوء إليه تعالى مجدداً... فلنسعَ مرة أخرى في إثبات أننا وارثو الأرض الحقيقيون بفهم الإسلام، مصدرنا الكافي لانبعاثنا المادي والمعنوي، كما هو في أصله، ثم بالانخراط في جموع عباد الله الصالحين: السالمين المتينين عاطفة وفكراً وحساً
شعوراً وإرادة، الثابتين القائمين على إعلاء كلمة الله، المنظَّمين في حياتهم العلمية... الموثوقين في سلوكيات العمل، المستقرين في شخصياتهم، القادرين على دحر نوازعهم النفسانية، الموفقين إلى ارتفاق القلب والعقل.
فعلينا أن نواصل المسير في هذا التوجه المفقود والخط المضيّع، بتوفيق الله تعالى ومشيئته."
وفى أثنا إكتشافنا خط السير يقول "إن إزالة هذا الانحراف الهرِم، المادّ جذوره إلى عصور خلت، المُمَدّ بالعلم والتكنولوجيا في عصرنا، بحاجة إلى اكتشاف أنفسنا من جديد، والعثور على ذاتنا، وإثارتنا للشعور الإسلامي من جديد بمنطق إسلامي وعقل إيماني، وإلى جهد متواصل وهمّة أصيلة وزمان كاف وصبر غير نافد وأمل حيوي وإرادة صلبة وتأنٍّ بعد تأنٍ. وبخلاف هذا، إن لم نجد أسلوبنا الذاتي، ولم نبرح تخبطنا في البحث عن سبل الخروج من الحفرة التي سقطنا فيها في غير مظانها، فإننا نخدع أنفسنا ونعرض الأجيال القابلة إلى الانكسار مرة أخرى.... فالخير في أن يتخصص امرؤ في فرع من الفروع، ثم يرتقي إلى ذروة عرش الكمال فيه، ويسعى إلى نيـل أرقى المنى في تلك السـاحة... لكن مع العناية بمعنى الكل ومحتواه وحاله، بل بمقصده وغايته، في أثناء سعيه وجده. ولا بد أن يتحقق هذا، سـواء بالشعور التضامني المشترك، أو بسائق العلم والحس، أو بعمل منسق متكامل، أو بالدهاء العقلي. فلا شبهة ولا شـك في حاجتنا الماسـة إلى هذا النظر الكلي والشمولي، والتقييم العمومي والموضوعي. نعم، الحاجة ماسة في أيامنا إلى عقلٍ موضوعي يتصور الأمس واليوم معاً، قادرٍ على التمعن في الكائنات والإنسان والحياة دفعة واحدة، موهوبٍ في الموازنة والمقارنة، منفتحٍ على بُعد أسـباب الوجود وعلله، محيطٍ بظهور الأمم والجماعات واضمحلالها، حَكَمٍ فيما يغلط فيه علم الاجتماع وعلم النفس أو يصيب، رقيبٍ على تحول أحـوال الحضارات بالولادة والموت والتقهقر، مقتدرٍ في التمييز بين الغاية والوسيلة، مالكٍ لسلامة الوجدان واسـتقامة الفكر، محترمٍ للمقصد، خبيرٍ بحكمة التشريع ومراد صاحب الشـريعة، عالمٍ بالأسس المحضة لأحكام الدين، مُستَقْبِلٍ للواردات الإلهية."
نحن نلخص خط كفاحنا كورثـة الأرض بكلمتي الحركية والفكر. وإن وجودنا الحقيقي لا يتم إلا عبر الحركية والفكر... حركية وفكر قادران على تغيير الذات والآخرين. والواقع أن كل كيان ثمرة حركة ومجموعة من المبادئ والتصورات، كما أن بقاءه مرتبط باستمرار هذه الحركة وتلك التصورات.... أن الباعث على انقطاع الإنسان عن الوجود وبقائه وحيداً بذاته، هو الشهوات البدنية والصراعات الواقعة في أطراف الجسمانية. وكل سلوان فارغ الفحوى وذي بُعد وهمي، يرجع في جذوره إلى تلك الشـهوات البدنية والصراعات الجسمانية. إن دنيا رجل الحركية والفكر الحقيقي، وسعادته في دنياه، ذات تلونات عالمية الشـمول مؤطرة بالأبد. فكأن دنياه لابداية لها ولا نهاية، أو أنها تتجاوز تصوراتنا. ولذلك، نتذكر أمثال أولئك حينما نقول "الإنسان السعيد". وهل تسمى "سعادة" بحق سعادة لها نهاية أو بداية؟.. فمن البديهة أن كل تصرف للمؤمن الحقيقي عبادة، وكل فكر منه مراقبةٌ، وكل كلام له مناجاةٌ وملحمةُ معرفةٍ، وكل مشاهدة منه للوجود تطلّع وتدقيق، ثم كل مناسـبة بأهل وطنه شفقةٌ رحمانية. وإن بلوغ هذا المعيـار من الرحمانية مرتبط بالانفتاح على الأحاسيس، فالمنطق والمحاكمة، ثم من المنطق والمحاكمة إلى الإلهام فالواردات الإلهية. وبإفادة أخرى، من العسير الارتقاء إلى هذه الذروة ما لم تمرر التجربة من مصفاة العقل، وما لم يُسلّم العقل نفسه للفطنة العظمى وما لم يقع المنطق في حال الحب عينه، وما لم ينقلب الحب أيضاً إلى العشق الإلهي. فإن تحقق، فبهذا النظر يكون العلم بُعداً من أبعاد الدين وخادماً لـه، والعقلُ طيفَ نور يصل به الإلهام أينما يشاء، والمكتسبات التجريبية منشوراً يعكس روح الوجود... ويصدح كل شيء بصوت أناشـيد المعرفة والمحبة والذوق الروحاني.
فيجب علينا "الابتعاد عن أثقال النفسانية ودوافعها كافة، والانفتاح على الروحانية، والنظر إلى الدنيا والعلم بها كصالة انتظار إلى الأخرى. وبإفادة أخرى، يتحقق هذا بتعميق الكمية في عباداتنا إلى النوعية، وبإطلاق النقص الحاصل في رياضية الأوراد والأذكار إلى الآفاق
للامتناهية بالنية والخلوصية، وبالمعرفة والاعتبار واليقين في دعواتنا ومناجاتنا وبثنا إلى الذات الإلهية الأقرب إلينا من أنفسنا. ولا يعي هذا المعنى إلا الذين يحسون الصلاة كالطائف في المعراج، ويستلذون من أداء الزكاة كحافظ الوديعة أو موظف التوزيع، ويعيشون الحج كندوة عالمية لتداول معضلات العالم الإسلامي، وفي أرضية يرصدون فيها نورانية ومهابة الروح والقلب والأبعاد الأخروية."... فإن تمثيلا في هذا المستوى لقادر في زمن قصير على تحقيق تصدرنا للأمم الأخرى في العلم والفلسفة والفن وحياتنا الدينية، وتقويم وحدات الحياة كلها على الطريقة المثلى، وجعْلِ أبنائنا المتشردين المنفلتين في الشوارع -سواء الدارسين منهم أو الأميين- رجـالَ الغد في الفكر والصنعة والمعرفة والفـن. فتتنفس الأزقة والشوارع هواء العرفان وكأنها أركان المدارس، وتصير السجون أوكاراً للعلم، وتزين الخمائلُ البيوتَ كزوايا الجنة. وفي كل مكان يسير الدين مع العلم يداً بيـد، وينثر احتضان الإيمان والعقل ثماره في كل صوب، وينبت ويزدهي المستقبل في صدر الأماني والآمال والعزم بألوان وأفنان لا يضاهيها خيال "المدن الفاضلة"، وتنشر التلفزيونات والراديوات والصحف والمجلات في جو الفضاء الفيوضات والبركة والنور، ويرتشف الكوثر كل قلب سائح في ربيع الجنة هذا ما خلا الذي كالرميم المتخلف من التاريخ."
ويستعرض إنسان الفكر والحركية "إنسان الفكر والحركية هو رجل الانطلاقة والحملة الحركي المخطط الذي يقوم ويقعد على خفقان شد العالم بالنظام مجدداً، ويمثل حركة إقامة صرح الروح والمعنى من جديد بعدما آل إلى السقوط ومنذ عصور، ويُفسر قيمنا التاريخية كرة أخرى، ويستخدم بمهارة مكوك الإرادة والمنطق في الفكر والحركة، وينقش على قماش روحنا ومعنانا زخارف مستظرفة وجديرة تناسبنا.

فهو في خط الحياة الممتد على مدى فصولها من الحس إلى الفكر، ثم إلى الحياة العملية، يتنفس النظام دوماً، وينشغل بحس البناء والإنشاء أبداً. إنه وليّ الحق اللدني الذي يُعِدّ "قادة أركان" الروح ومهندسي العقل وعمال الفكر، بدلاً عن استخدام القوة المادية لفتح البلاد ودحر الجيوش، وينفخ بلا كلل نَفَس البناء والإعمار فيمن حوله، ويرشد أعوانه إلى سبل عمران الخرائب. وليٌّ للحق جياش بالشوق والشكر، استطاع أن يوحد إرادته مع المشيئة المطلقة، وأن يحول فقره إلى الغنى، وعجزه إلى القدرة عينها. إنه لا يقهر أبداً ما دام يستخدم مصادر قوته هذه كما ينبغي وبحس الإخلاص والوفاء لصاحبها. وحتى حين الظن بأنه قد هُزم، فستجده على رأس فوج آخر للنصر والظفر."

ومن أمثلة هؤلاء أحمد حلمى فيليبه لى وفريد قام ومصطفى صبرى بك وأحمد نَعيم بَابَان زَادَه.... ومحمد عاكف وبديع الزمان سعيد النورسى.

ويتحدث عن صفات وارثو الأرض فيلخصهم فى ثمانى صفات. الوصف الأول لوارث الأرض هو الإيمان الكامل.والوصف الثاني للوارث هو العشق الذي يُعد أهم إكسير للحياة في الانبعاث من جديد. والوصف الثالث للوارث هو الإقبال إلى العلم بميزان ثلاثية العقل والمنطق والشعور. والوصف الرابع للوارث هو إعادة النظر في قراءته للكون والإنسان والحياة، وبالتالي مراجعة تصوراته الصحيحة منها والخاطئة. والوصف الخامس للوارث هو أن يكون حرًّا في التفكير وموقِّرًا لحرية التفكير. ويتحدث عن أن كل شيء اليوم توسع في التفريعات توسعًا يعجز الفرد الفريد عن حمل العبء، فحلت الشخصية المعنوية والتشاور والشعور الجمعي محل الدهاء. وهذا هو خلاصة الخطوة السادسة لورثة الأرض. والوصف السابع للوارث هو الفكر الرياضي. والوصف الثامن وهو رؤيتنا الفنّية. لكني بناء على ملاحظات معيّنة، أكتفي هنا بقول جولفر: "بعض الأوساط ليست على استعداد حتى الآن للانخراط في هذه المسيرة بمقاييسنا".

ويتحدث فى باب كامل عن الشورى وأهميتها "الشورى وصف حيوي وقاعدة أساسية لربانيي اليوم كما كانت للورثة الأولين. فهي في القرآن أبـرز علامات المجتمع المؤمن وأهم خصوصيات الجماعة التي تهب قلبها للإسلام. وتوضع الشورى في القرآن الكريم صفاً واحداً مع الصلاة والإنفاق ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾(الشورى:38) فينبه المولى تعالى إلى أن الشورى تعامل يترادف مع العبادة، ويبين هذه المسألة الحيوية في الأمر الإلهي بالاستجابة لله تعالى وذكر ضرورات الاستجابة ونتيجتها: الصلاة والشورى والإنفاق.

ويقول "قد يمط بعضهم شفتيه استخفافًا إذا ما ذُكِرتْ القيم الأخلاقية والأعماق الداخلية للإنسان وأهمية الحياة القلبية والروحية؛ لكن ما من شك في أن السبيل الواصلة إلى الإنسانية الحقيقية تمر عبر هذه القيم والحركيات السامية... وعندنا ـ كما هو فى حقيقة الإسلام الخلاص من المسؤلية أمام الله تعالى مرتبط بالجهد والهمة فى البحث عن طرق هذا الخلاص. نحن نرى سلامة مستقبلنا البعيد والقريب فى أن نكون ملجأ للأرواح الأخرى، وفى ضخ النور فى الإرادات الأخرى، وفى إعلاؤ القلوب الأخرى إلى الذرى...فعلى الإنسان أن ينظر إلى كل شيء وكل أحد بعين القلب، ويقيّمه بموازين القلب المتأهلة للاعتبار والتقدير لكي يعرف نفسه وما حوله حق المعرفة. ولا ينبغي أن ننسى أن الذي لا يحافظ على طراوة قلبه وصفوة روحه في كل أوان، ولا يقي نقاءه وطهره كنقاء وطهر الأطفال برفقة ثرائه الذهني والفكري والحسي في كل وقت، لن يوحي بالثقة إلى من حوله ولن يحوز على التصديق والإقناع قطعًا، مهما توسع في رحاب العلم والأدب والخبرة....فنحن لسنا بحاجة إلى حسنات ونُظُم فكرية تُستجدَى من الخارج أو الداخل، بل حاجتنا الماسة هي إلى أطباء روح وفكر يحفّزون في كافة أبناء أمتنا حس المسؤولية وشعور الهمّ المقدس... أطباء روح وفكر يُمَكّنون أرواحنا من الانفتاح إلى أعماق الماوراء وآفاق الغيوب بدلاً عن وعود السعادة المؤقة الزائلة، ويرفعوننا بخطوة واحدة إلى مراتب نرى فيها المبدأ والمنتهى معًا وسوية.

نعم، ننتظر أبطالاً يعشقون المسؤولية والقضية إلى درجة يتخلون فيها حتى عن دخول الجنة إذا لزم الأمر، بل وينقبّون عن مخرج إذا ما دخلوها من أجل توفية المسؤولية حقها... أبطالا يقولون: "واللهِ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركتُه أو أهلِك دونه".نعم إنه أفق نبوي... وإن عقلا ممتلئا بأنوار يستمدها من هذا الأفق يقول متى استوجب الأمر خاضعا خاشعا: "ليس في قلبي رَغَبٌ في الجنة ولا رَهَبٌ من جهنم... وإذا رأيتُ إيمان أمتي في خير وسلام فإنني أرضى أن أُحرَق في لهيب جهنم..." أو يمد ذراعيه متضرعا مبتهلا: "إلهي، ضخِّم بدَني حتى تملأ به جهنم، فلا يبقى فيها مكان لغيري.." فتهتز السموات بأنينه وبكائه. إن إنساننا يحتاج اليوم أمس الحاجة إلى أبطال العمق اللدنيين الذين يذرفون الدموع على آثام أمتهم، ويقدمون مغفرة البشرية وعفوها على مغفرة أنفسهم، ويفضلون الوقوف والعمل في "الأعراف" سعداء بسعادة سكان الجنة، وحتى إذا دخلوا الجنة لا يجدون وقتا للاستمتاع بملذاتهم الشخصية."

وأصدقكم القول أنى لا أستطيع أن ألخص هذا الكتاب الماتع فى كلمات قليلة فى هذه التدوينة، رغم أنى نقلت لكم بعض أجزاء قليلة من الكتاب كنت قد خططتها أثناء القراءة ولهذا أدعوكم أيها القراء الكرام إلى قراءة هذا الكتاب لإقامة الأمة من جديد. ويمكنكم قرائته على موقع الشيخ فتح الله كولن.ويمكنكم قرائته على موقع الشيخ فتح الله كولن.ويمكنكم تنزيل هذا الكتاب من هنا

وفى النهاية لا يمكننى إلا أن أقول كما قال جلا الدين الرومى:

ما أحسن أن تهاجر من أرضٍ كل يوم،

ما أجمل أن تحط فى مقامٍ كل يوم،

ما أطيب أن تنحدر، زلالا ُ بلا جمد ولا كدر،

أمس، رحلت نفسى الحبيبة، أمس،

فالكلام كله يرجع إلى أمس،

وينبغى أن نقول شيئُا جديدُا الآن.