الخميس، يناير ٠٣، ٢٠٠٨

الحل الوحيد


Hit the news!



فى يوم 31 ديسمبر2007 عرفت ماذا ينتظرنا فى 2008 ، نعم عرفت ،عرفت أنه لا يوجد إلا حل واحد ووحيد ، حل رأيته بعينى ، وشاهدت نتائجة ، ولا أخفيكم سرًا أننى كنت أراه الحل الوحيد فى هذه البلد ، التى أصبحنا نعيش فيها بشريعة الغاب ونهم الذئاب .
الحل الذى أحدثكم عنه هو الغضب . الثورة .الصوت العالى .
لايوجد حل غيرة .
لاآرى حل سواه .
أما سبب اقتناعى بهذا الحل فكان لعدة أسباب .
أولا أن الانسان منا لا يحيا إلا حياة واحدة .
ثانيا أننا إذا كنا نخاف من المكروه الذى سيصيبنا من جراء المشاغبة ـ لأخذ الحق ـ ، فإن المكروه الذى نخافه سيصيبنا لا محالة حتى لو كنا فى بروج مشيدة .
ثالثا ما المانع فى دفع ثمن حريتنا وحقنا الذى كفله الله لنا واغتصبه من حكامنا ، إذا كنا ندفع ثمن الطعام والشراب فلندفع ثمن الحرية .
رابعا إن نتائج الغضب والمشاغبة (الثورة)فى الوضع الراهن نتائج جيدة فى معظم الأحوال فعندنا مثلا عمال غزل المحلة وموظفى الضرائب العقارية وأهالى جزيرة القرصاية ـ حتى الآن لم يحدث جديد والدولة تقول أنه لا يوجد نية فى بناء مشروعات فى القرصاية ـ وأخر حالات الغضب والمشاغبة رأيتها فى مكتب بريد.
ذهبت الساعة الثانية يوم 31 ديسمبر 2007 إلى مكتب البريد .
جلست أنتظر دورى .
امرأه عند مكتب التحويلات تطلب من الموظفة تخليص بعض الإجراءات لتتسلم بعض المال .
الموظفة تخبرها أنه لم تتم التحويلات بعد وعليها أن تنتظر الى ما بعد الثالثة .
يدور حوار بين المواطنة والموظفة مشابه لما سبق ويتكرر الكلام .
حتى الآن الموقف عادى .
أما الغير عادى فهو ما حصل .
المواطنة يرتفع صوتها قليلا مطالبة الموظفة بإجراء مكالمة إلى مدينة العريش لكى تعرف لماذا لم يصل المال حتى الأن .
الموظفة ترفض.
المواطنة يرتفع صوتها كثيرًا ويسمعه كل الموجودين فى مكتب البريد.
الموظفة تطلب من المواطنة أن تخفض صوتها .
المواطنة تخبرها أنها محتاجة إلى المال .
الموظفة .................
المواطنة أرجوكى أتوسل إليكى أنا محتاجة للفلوس دى .
الموظفة ..............
المواطنة ـ بصوت عالى ـ أنا عيزاكى تتصلى بالعريش .
أنا محتاجة للفلوس دى .
الموظفة ..............
ـ الموظفة تعيش فى حالة من حالات البيروقراطية الفجة التى تجعل المؤمن فى لحظة كهذه كافرا ً فهى لا ترد على المواطنة وإذا كرمها الله وتحدثت طالبتها بأن تخفض صوتها . ـ
فى هذه اللحظة قررت المواطنة الدخول إلى المدير .
لفت ودخلت البريد من الداخل وطالبت بلقاء المدير وظلت تتحدث بصوت عالى وتطالب بالحصول على المال والإتصال بالعريش لكى تحصل على المال .
وبعد قليل من الصوت العالى ( المشاغبة ) والمطالبة بالحصول على المال .
حدث ما كانت تتمناه هذه المرأه (المشاغبة ) ، وحصلت على المال .
مشت فى زهو وفخر بعد انتصارها وحصولها على المال .
هل إقتنعنا !!!
إليكم قصة آخرى فى نفس مكتب البريد ولكن مع موظفة آخرى وبعد دقائق من القصة الأخرى .
أختان موجدتان فى مكتب البريد من الصباح ـ على حد قولهم ـ واحدة وضعت مال فى دفتر التوفير .
الثانية تريد إنشاء دفتر توفير .
شباك الإيداع هو نفس شباك إنشاء دفتر التوفير .
الناس كثيرة لأنه آخر الشهر .
الوقوف فى الدور .
تذهب الأخت الثانية إلى شباك الإيداع وتقف فى الدور .
يأتى الدور .
تعطيها الموظفة ورقة كرتونية لتملأ البيانات .
تبتعد عن الشباك لكى تعطى فرصة لمن بعدها وتملء هى البيانات .
بعد ملء الإستمارة تذهب الى الشباك ، تعطى الموظفة الإستمارة .
تعطى الموظفة للأخت الثانية استمارة كرتونية آخرى وتطلب منها ملء بيانتها لأنها أخطات فى الإستمارة الأولى وتعلمّ لها على أماكن الإمضاء .
تملء الأخت الإستمارة وتعطيها لها ، ويتكرر ما حدث فى المرة الأولى ، ولكن مع بعض التغير ، وهو أن الأخت تغضب ـ قليلا ًـ وتتمتم بعض كلمات الغضب وتذهب الى اختها وتخبرها أنها تريد قلم وتتقرر أنها لا تستطيع أن تكمل لأنها متعبة فترفض الأخت ، وأعطيها أنا قلما كان معى ، وتكتب الإستمارة الكرتونية للمرة الثالثة ، وتذهب للشباك .
بعد وقوف ليس بالكثير تخبرها الموظفة أنه هناك خطأ فى الستمارة وعليها أن تماء إستمارة آخرى ، فتغضب وتذهب إلى أختها أنها لا تريد أن تنشئ هذا الدفتر اللعين ، فتعترض الأخت وتذهب إلى الموظفة وتطالبها بمعرفة سبب اعتراضها على استمارة اختها .
فترد الموظفة بأن أختها تخطئ فى كل مرة .
تعود الأخت الأولى من الشباك الى الأخت الثانية الجالسة بجانبى وتقول لها أن هذه الموظفة غتته وسيئة .
فى هذه اللحظة يأتى الشيطان ويجلس بين الأختان وينفث سمومه فى أذانهما .
فتعبر الأخت الأولى عن غضبها بأن الموظفة لا تراعى ظروفها ، وتقول أنها أخبرتها إن بطنها شايلة ( حامل ) ولا تستطيع الوقوف وهى تصر على إعادة كتابة هذه الإستمارة .
هنا فى هذه اللحظة ينفجر الموقف من جانب الأختان ويعلو صوتهما بالحديث عن أن هذه الموظفة سيئة وتعيد الأخت الأولى ما قالته من قليل عن حملها وتقرر الأخت الأولى أن تصنع الدفتر بعد أن كانا قد قررا الذهاب ، ولكنه الشيطان .
يعلو صوت الأخت الثانية الحامل بأن هذه الموظفة غتتة ز
هنا ترد عليها الموظفة من خلف الشباك وتقول لها بلاش قلة أدب .
فترد الحامل ‘نت اللى قليلة أدب .
ويتكرر هذا الكلام قليلا .
فتقول الموظفة مش عاملة الدفتر .
فتخبرها الأخت الثانية أنها ستعمل الدفتر .
وتؤكد الأخت على هذا الكلام بتكراره .
فترد الموظفة بأنها مش هتعمله .
فتقول الأخت الثانية الحامل أنها ستعمل هذا الدفتر وأقسمة بحياة أمها وأم الموظفة .
فيرد أحد الموظفين بأنه لا ينفع هذا الأسلوب ، وأنهم لن ينشئوا هذا الدفتر .
فتقرر الأخت الحامل بالذهاب للمدير ، وتلف وتذهب وتصبح خلف الزجاج وتطالب بالدخول للمدير ، وضربت موظف إعترض طريقها وحينما لم يفلح هذا قررت الصراخ .
تندفع الأخت لتنضم لأختها الحامل والتى تصرخ فى نفس الوقت وتشتم وتسب العاملين فى المكتب .
وهدأ الجو قليلا ، وقررت الأخت الأولى أن تسحب ما وضعته فى الدفتر لأنها لا تريد التعامل مع هذا المكتب .
يخبرها الموظف أنه لا تتم عمليتان فى الدفتر فى نفس اليوم.
تقول له أنها لا تريد التعامل معهم .
يجيب بنفس الجواب السابق .
فى هذه اللحظة الكل واقف مترقب منتظر أن ينشب صراع آخر .
تأتى موظفة منقبة وتأخذ الدفتر .
يعترض الموظف .
يهدئة بعض الموظفين وتتم عملية السحب وتأخذ فلوسها مع قليل من السباب من الطرفين الأختان والموظفين .
أعتذر لكم على الإطالة .
أرأيتم أيها السادة كيف حصلت على المال مع أنه لا يجوز إجراء عمليتان فى يوم واحد ، ولكنه الغضب ، ولو كانتا أصرتا على إنشاء الدفتر كان سينشئ .
أنا رأيت هذا فى عيون الموظفين لأنهم كانوا خائفين لأنى لم أذكر لكم أن الأخت الحامل أخبرتهم أنها من الممكن أن تأتى لهم بمصيبة فهى ستسقط نفسها وتجيب لهم بلوة وأنها ستخبط دماغها فى الحائط ، وتعور نفسها !!!!!!!!!!!!!!!!.
هذا هو نتيجة الغضب .
الحصول على الحق أو الباطل .
المهم أنك إذا قررت شئ فعليك بالغضب أولا وآخيرا ً، ولاتخبرنى عن السياسة أو القانون .