الاثنين، أكتوبر ٠٣، ٢٠١١

الأزهر.. وعودة بعد غياب






الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب





عبدالله خلف
يعكف حاليا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وكبار علماء الأزهر ورموز الفكر والثقافة على صياغة بنود وثيقة أزهرية جديدة حول دول الربيع العربي وما تشهده من ثورات والتطورات التي تشهدها المنطقة، وعلاقة مصر بالعالمين العربي والإسلامي والقارة الإفريقية.
هذا الحضور للأزهر الشريف ليس وليد اليوم ولكن بدايته جاءت بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع  حسني مبارك في ثورة يناير وإصدار وثيقة الأزهر، التي أحدثت ضجة كبيرة ليست على المستوى المحلي وحسب، لكنها أثارت ضجة عالمية، ولقاء مرشحي الرئاسة بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ولقائه بدعاة السلفية من أمثال الداعية محمد حسان ، وآخر هذا الحراك كان مكتب رسالة الأزهر.
الوثيقة الجديدة ارتكزت على عدة محاور أهمها: البعد الفقهي في إحياء علوم الدين وتجديدها طبقا لمذهب أهل السنة والجماعة، والبعد التاريخي لدور الأزهر المجيد في قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والاستقلال، والبعد الحضاري لإحياء مختلف العلوم الطبيعية والآداب والفنون بتنوعاتها الخصبة.
هذه المرتكزات هى التي جمعت القوى السياسية والمثقفين للجلوس حول مائدة الأزهر للخروج بهذه النتائج: دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة, من خلال دستور ترتضيه جميع الطوائف، واعتماد النظام الديمقراطي, الذي هو الصيغة العصرية لتحقيق مبادئ الشوري الإسلامية، والالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي, مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل, واعتبار التعليم والبحث العلمي مسئولية الدولة ودخول مصر عصر المعرفة.
ولم تكتف الوثيقة بالشأن العام فقط بل عرجت على الأزهر تقيم له قيمة ووزن فتقول الوثيقة في البند العاشر والحادي عشر تأييد مشروع استقلال مؤسسة الأزهر, وقيام هيئة كبار العلماء باختيار الإمام الأكبر, والعمل علي تطوير مناهج التعليم الأزهري ليسترد دوره الفكري الأصيل, وتأكيد الدور العالمي للأزهر الشريف في مختلف الأنحاء, والاعتداد بجهوده الرشيدة في التقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة، و اعتبار الأزهر الشريف الجهة المختصة التي يرجع اليها في شئون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهادات الفكر الإسلامي, مع عدم مصادرة حق الجميع في ابداء الرأي متي توافرت له الشروط العلمية اللازمة, وبشرط الالتزام بآداب الحوار, واحترام ما توافق عليه علماء الأمة.
هذه النتائج التي خرجت أثارت استياء وتخوفات البعض، لكنها أثارت إعجاب الكثيرين وتأييدهم لها في مصر وخارج مصر، ففى زيارة رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا لمصر مؤخرا أشاد أرودغان بـ "وثيقة الأزهر" مطالبا الإمام الأكبر بترجمة نسخة منها إلي اللغة التركية وإرسالها إلي هيئة الإفتاء والشئون الإسلامية التركية للاستفادة منها، والمنتدى العالمي للوسطية في الأردن يتبنى وثيقة الأزهر، و سلطنة عمان تشيد بـ"وثيقة الأزهر" وتطلب نسخة منها.
وكان قد أعلن 5 من أبرز المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية تأييدهم لوثيقة الأزهر كحل توافقي يضمن الحفاظ على هوية الدولة وتجاوز الخلافات بين هذه القوى حول الدستور الجديد، وحماية الحقوق والحريات، وطب المجلس العسكري وثيقة الأزهر للاستعانة بها في مبادئ الدستور.
مرشحون للرئاسة يتباركون بالأزهر
وفي اقل من شهر واحد طاف عدد من المرشحين للرئاسة برحاب الأزهر الشريف، فطالب المرشح المحتمل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بعودة دور الأزهر وقال " كلنا خادمون للأزهر، والأزهر، مؤسسة وشيخا، فخر لنا" حسب تعبيره، وأضاف "أدعو لمولانا شيخ الأزهر بالتوفيق، ونضع خدماتنا رهن إشارة الأزهر"
وأشاد حمدين صباحي المرشح المحتمل بدور الأزهر فأشار صباحي عقب لقائه شيخ الأزهر إلى أنه قدم تحية مستحقة للأزهر على الدور الذي يلعبه حاليا، وأضاف أن اللقاء تطرق إلى الدور الذي يلعبه الأزهر باعتباره عتادا في القوى الناعمة في مصر في الدوائر الثلاثة المصرية وهى أمتنا العربية والقارة الأفريقية وعالمنا الإسلامي.
أما  دكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة فقال خلال الزيارة: إن الأزهر يمكن أن يكون قوة مصر الرخوة مع الدول الإسلامية واستقلاليته ضرورة، معلنا تأييده لوثيقة الأزهر، ووصفها بأنها وثيقة شاملة جامعة يمكن للقوى الوطنية الاسترشاد بها لوضع الدستور. وطالب بضرورة أن يعود الأزهر منارة للإسلام في مصر والعالم الإسلامي، مؤكدا أهمية استقلال الأزهر، من خلال موارد مالية مستقلة وعودة الأوقاف وهيئة كبار العلماء، وأن تكون دار الإفتاء جزءا منه، وأضاف إن مشاركة الأزهر في العمل السياسي ليست جديدة، فهو يقوم بذلك منذ ثورة ١٩١٩ وما قبل ذلك.
وبالنسبة للدكتور عمرو موسي المرشح المحتمل للرئاسة فقد ذهب لهد مختلف حيث قال أني جئت إلى مشيخة الأزهر للحصول على البركة في هذه الأيام المفترجة ورمضان على الأبواب، موضحا أنه تحدث مع شيخ الأزهر حول تطوير الأزهر والحركة نحو العالم الإسلامي، لافتاً إلى أن الرؤية المستقبلية ضرورية لرسم السياسات الجديدة لمصر.
شخصيات دعوية وعامة في رحاب الأزهر
جائت الزيارات للشخصيات العامة والدعوية دليلًا علي عودة الأزهر حقًا، فكانت زيارة الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين دليل علي ذلك، أعقبها زيارة ناجح إبراهيم وكرم زهدي القياديين البارزين بالجماعة الإسلامية، وابرز هذه الزيارات كانت زيارة الداعية السلفي محمد حسان لمشيخة الأزهر للم الشمل بين التيارات الإسلامية ووأد الفتنة الطائفية التي ظهرت بوضوح في أحداث كنيسة القديسين بإمبابة، كما كان محاولة أيضا لتأكيد عمل رموز التيار السلفي وفق منهجية الأزهر الشريف وعقب عودة الدكتور عمر عبد الكافي لمصر ذهب إلي الأزهر وأكد على ضرورة توحد العمل الدعوي لمختلف التيارات الدينية تحت راية الأزهر ، باعتباره قائد الفكر الصحيح للإسلام ، ويمثل رأس العلماء.
وفي لقاء هو الأول من نوعه في تاريخ الأزهر الشريف دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رموز الدعوة السلفية وعلماء أهل الحديث، للاجتماع تحت قبة الأزهر الشريف، وذلك من أجل لم الشمل وتطوير الحوار الإسلامي الإسلامي، وحضر هذا اللقاء محمد حسان، محمد وحيد بالى، نشأت أحمد، عوض الجزار، جمال المراكبي.
أخر هذه اللقاءات كان أمس السبت الذي حضره مجموعة من المثقفين، وتناول اللقاء كيفية إصلاح الشأن العربى، وتحقيق الديمقراطية، كما تضمن اللقاء مختلف جوانب الشأن العربي اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، وسبل تحقيق الإصلاح الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، وحسن توزيع الثروات العربية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية، وحضره الدكتور جابر عصفور، والكاتب جمال الغيطاني، ومنى مكرم عبيد، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور حسن الشافعي، والدكتور ناجح إبراهيم.
مكتب رسالة الأزهر
حقيقة المنهج الأزهري الأصيل من خلال إعادة تنشيط العقل الأزهري، وتنمية قدراته لقيادة التغيير الآمن للأمة الإسلامية في ضوء أصالة منهج الأزهر، وفي ضوء متطلبات الحاضر، وتحديات المستقبل . بهذه المقدمة بدأ الدكتور أسامة السيد الأزهري تقديم رسالة هذا المكتب الذي يقام تحت رعاية الإمام الكبر الدكتور أحمد الطيب وفضيلة المفتي الدكتور علي جمعة ووزير الأوقاف الدكتور عبد الفضيل القوصي.
ويقوم هذا المكتب على مسارين في العمل، أولهما قريب الثمرة، ويشتمل على ثلاثة إصدرات:
- الإصدار الأول: (سلسلة الأوراق البحثية):
تخاطب سلسلة الأوراق البحثية الصادرة عن (مكتب رسالة الأزهر) فئة العلماء والباحثين والمتخصصين، وتدور سلسلة الأوراق البحثية حول محور أصيل ثابت وهو: (الأزهر و..)، حيث يتناول كل إصدار علاقة الأزهر الشريف بقضية أو فكرة أو، وسوف تصدر الورقة البحثية الأولى تحت عنوان: (الأزهر الشريف وأثره في صياغة الشخصية المصرية)، وتصدر الورقة البحثية الثانية تحت عنوان: (الأزهر الشريف ومشاركته في صناعة الثقافة العالمية).
- الإصدار الثاني: كتاب دوري عنوانه: (رسالة الأزهر):
تقوم سلسلة (رسالة الأزهر) بمخاطبة المفكرين والكتاب والمثقفين والصحفيين، وتدور حول تاريخ الأزهر الشريف
- الإصدار الثالث: سلسلة (النشرة الدعوية):
تقوم (النشرة الدعوية) بمخاطبة الخطباء والدعاة وأئمة المساجد، حيث يقوم (مكتب رسالة الأزهر) بإعداد الخطباء وتأهيلهم، وإمدادهم بالمواد العلمية اللازمة لترشيد خطابهم الدعوي، ووضع كل الإمكانيات المتاحة في خدمتهم.
المسار الثاني يقوم على مشروعين أحدهما هو "تاريخ الأزهر ويومياته من نشأته إلى العصر الحاضر"، والثاني هو "جمهرة أعلام الأزهر الشريف" وهو عبارة عن تراجم الأعلام الأزهريين، من نشأة الأزهر إلى يومنا هذا، بحيث يكون موازيا مثلا لكتاب (الأعلام) للزركلي
وفي اتصال هاتفي بالدكتور أسامة السيد الأزهري ، أشار إلى أن الإمام الكبر مدرك وبعمق لحجم الأزهر الشريف وما تنتظره مصر، وأن الإمام الطيب يعمل بكل ما يملك وعلي كل المستويات ويبشر بعودة الأزهر للقيام بدوره، وأشار الأزهري على أن مكتب رسالة الأزهر يقوم برعاية الطيب مباشرة لإيجاد وجوه ومستويات تخاطب العقل المصري؛ فالمكتب يقوم بتحريك القوافل الدعوية في المحافظات لإعادة المد الأزهري مرة آخري.

الخميس، سبتمبر ٢٩، ٢٠١١

الجماعات الإسلامية تغيب عن صراع نقيب المحامين



يخوض اثنان من المحسوبين على التيار الإسلامي المنافسة على مقعد نقيب المحامين في الانتخابات المقررة 15 أكتوبر القادم دون دعم معلن من التنظيمات الإسلامية، التي وضح انشغالها بالتنسيق فيما بينها في المنافسة على مقاعد مجلس النقابة.
عدم إعلان أو نفي جماعة الإخوان المسلمين ترشيحها أيا من أعضائها على منصب نقيب المحامين، أطلق التكهنات حول دعمها لعدد من المرشحين، منهم مختار نوح، المنشق عن الجماعة، غير أن نوح نفى أن يكون مرشحا للجماعة، مؤكدا أن الإخوان أخطروه بأنه ليس مرشحهم في انتخابات المحامين، بحسب ما نشرته بوابة "الوفد".
وفي ذات الوقت أكد نوح أن الجماعة لها الحق في أن تختار من تشاء من المرشحين على منصب النقيب لتدعمه وتؤيده، وذلك ردا على ما أشيع عن دعم الإخوان للدكتور محمد كامل (حزب الوفد) نقيبا للمحامين.
كما تحدث منتصر الزيات، أحد المرشحين لمنصب النقيب، عن أنه علم بوجود اتفاق بين جماعة الإخوان وحزب الوفد يقضي بتأييد الإخوان للدكتور محمد كامل نقيبا في مقابل أن يترك كامل دائرة الباجور بالمنوفية لمرشح الإخوان في انتخابات مجلس الشعب المقبلة.
ونفى كامل من جانبه وجود مثل هذا الاتفاق، مؤكدا أنه سيخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة بدائرة الباجور عن مقعد الفئات، ولم ولن يتخذ قرارًا بعدم الترشح أو بترك المقعد لمرشح حزب الحرية والعدالة -الذراع السياسي لجماعة الإخوان- ومشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لم تجر أية اتصالات بينه وبين ممثلي الإخوان في نقابة المحامين على المستوى النقابي، أو بين حزب الوفد وبين الجماعة وحزب الحرية والعدالة، بحسب ما نشرته بوابة "الأهرام".
المرشح "الإسلامي" الآخر المرشح لمنصب النقيب هو منتصر الزيات، المحسوب على الجماعة الإسلامية، غير أنه لم يعلن، كما لم تعلن الجماعة، وجود أي دعم من جانبها لترشيحه.
وانتقد الزيات ما تردد عن دعم جماعة الإخوان للمرشح الوفدي الدكتور محمد كامل. كما انتقد أداء التيار الإسلامي في العمل النقابي في الفترة الماضية، قائلا في تجمع انتخابي بنادي الصيد في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، الأربعاء 28-9-2011، إن سبب انهيار نقابة المحامين في السنوات الماضية هو الصدام الذي حدث بين التيارين القومي والإسلامي "والذي استنزف قوى النقابة، وأدى بالنهاية إلى استيلاء الحزب الوطني عليها".
ولم تظهر بقية القوى السياسية الإسلامية على خريطة نقابة المحامين مثل الجماعة الإسلامية والسلفيين الذين لم يظهر لهم أي مرشح في هذه الانتخابات.
وكان المحامي الإخواني محمد طوسون، مقرر لجنة الشريعة الإسلامية، تقدم بأوراقه للترشح لمنصب النقيب، غير أنه سحبها؛ توافقا مع إعلان الجماعة عدم الدفع بأي من أعضائها للترشح لمناصب النقباء أو رؤساء النوادي.
ووصل عدد المرشحين على منصب النقيب إلى 25 مرشحًا، بعدما كان 26 مرشحًا، أبرزهم: منتصر الزيات، مقرر لجنة الحريات السابق، وسامح عاشور، النقيب الأسبق، والدكتور محمد كامل، وكيل النقابة السابق، ومختار نوح.
وبعيدا عن منصب النقيب، يجري التنسيق على قدم وساق بين جماعة الإخوان والتيار السلفي لحصد أكبر عدد من المقاعد في انتخابات مجلس النقابة؛ بهدف تقوية التيار الإسلامي بداخلها.
وعن هذا قال ممدوح إسماعيل، المحامي المحسوب على التيار السلفي ومقرر لجنة حقوق الإنسان، وأحد أعضاء قائمة الإخوان، إن السلفيين نجحوا في التنسيق مع الإخوان والنزول معهم على قائمة المستوى العام، معتبرا أن التحالف بينهما في مصلحة الطرفين، وسيساهم في إنجاح القائمة بشكل كبير، وفق ما نشره موقع صحيفة "الدستور" الأصلي.

الثلاثاء، سبتمبر ٢٧، ٢٠١١

أبو إسماعيل: المجلس العسكري آخره "24 ساعة"


أبو إسماعيل فى ساقية الصاوى



أون إسلام - عبد الله خلف
قال الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن "المجلس العسكري ليس لديه عندنا سوى 24ساعة، وبعدها سيكون هناك كلام مختلف"، رافضا الإفصاح عن الخطوات التي يمكن أن يتخذها حيال ذلك.
وأضاف المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في ندوة أقيمت أمس الاثنين في ساقية عبد المنعم الصاوى أن "المجلس العسكري آخره معي 24 ساعة، فالمجلس هو الذي قال هذا، ولن أوافق على التمديد للمجلس العسكري سبعة أشهر آخرى".
وطالب المجلس العسكري بضرورة عمل جدول زمني محدد غير ملتبس لمجلسي الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة.
وأوضح أن "المصريين ضيعوا جزءا من الثورة حينما تخلوا للمجلس العسكري عن السلطة، فكان علينا مشاركة المجلس العسكري في حل المشاكل والهموم التي تواجهه"، منتقدا أن يكون وزير الصحة طبيبا وأن يكون وزير العدل قاضيا، منوها إلى أن الثقافة وامتلاك الفكر أهم من التخصص في شتى الوظائف.
ووصف أبو إسماعيل حالة الانفلات الأمنى بأنها صناعة حكومية، قائلا: "مفيش انفلات أمنى ولا حاجة وكل اللى بيحصل ده صناعة حكومية".
وأشار إلي أن الأمن القومي المصري يبدأ من التنمية السكانية على حدود مصر كلها، وأن "إسرائيل يمكن أن تقف عند حدها فشريانها الاقتصادي يمر من هنا، وإذا غضب الشعب منها فليسرق سفنها التي تمر عندنا".
وتساءل أبو إسماعيل "أين الفتنة الطائفية من ثلاثة أسابيع، لا توجد، لأن الخطة تغيرت، فهذا كله صناعة أمريكية. الإسلام هو النهج وهو الحل، لا المرأة تضار ولا غير المسلم يضار، هذا هو الإسلام".
وعبر أبو إسماعيل عن رفضه تلقى الدعم من أمريكا ودول الخليج وغيرهما، قائلا: "فلنؤمن بقدراتنا ولن ننكسر أو نركع أمام عجم ولا عرب ـ في إشارة إلى أمريكا ودول الخليج ـ"، منوهاً أن مصر لديها كنز استراتيجي تستطيع من خلاله أن تتحكم في أمريكا وإسرائيل وهي "قناة السويس" فدول العالم لا يمكنهم الاستغناء عنها.
واعتبر أن الدول التي لم تقبل أحذية أمريكا في الماضي هي الصاعدة والمتقدمة الآن ومنها إيران وتركيا وماليزيا – بحسب تعبيره.
ومن المقرر أن يعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ظهر اليوم الثلاثاء فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية التى لم يحدد موعدها النهائي بعد، وإن كانت تقارير صحفية تحدثت عن إجراء الانتخابات فى شهر نوفمبر المقبل.
وبمجرد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء على تعديل الدستور فى 19 مارس 2011 والإعلان عن إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً ثم الانتخابات الرئاسية بعد ويتوسطهم تشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد بدأت التحالفات الانتخابية وأثير الجدل حول النظام الانتخابي الأفضل للبلاد.
فترى مجموعات أن يكون نظام الانتخاب بالقائمة النسبة بالكامل، بينما ترى قوى آخرى أن يكون نظام الانتخاب بالنظام الفردي، وترى قوى آخرى أن يكون مختلطا، وحتى الآن تشير مصادر صحفية إلى أن المجلس العسكري سوف يجري الانتخابات بنظام القائمة المختلطة.
ويدير المجلس الأعلى للقوات المسلحة شئون البلاد منذ تنحي مبارك فى 11فبراير على إثر ثورة شعبية عارمة أيدها الجيش المصري.

الخميس، سبتمبر ١٥، ٢٠١١

حكايتى مع القراءة






هذه القصة بحق تأخرت فى سردها كثيرًا. رغم أنها حاضرة فى ذهنى، وﻻ تحتاج إلى تذكر. ومع ذلك أرويها لكل عزيز.
أحمد محمد خلف . أخى
وهى حكايتى مع القرأة. وهنا أود أن أشكر الأخ "بورضا1" الذى سأل سؤال جميل جدًا  "كيف كانت بدايتك مع الكتاب ؟ فى موقع نادى اقرأ  العزيز على والذى نشرت فيه بعض مقاﻻتى عن الكتب.
والقصة تبدأ حينما جئت من المنيا إلى القاهرة للدراة الجامعية. وكانت ظروف المعيشة تقتضى أن أسكن مع أخى أحمد الذى يكبرنى بعامين وسبقنى إلى القاهرة أيضًا بعامين للدراسة فى جامعة اﻷزهر الشريف. وأخى مذ كان صغيرًا يحب القرأة ويقتنى الكت. أما أنا فلم أكن أهوى مثل هذه اﻷشياء. والغرفة التى كانت فاتحة الخير على صغيرة الحجم ﻻ يوجد بها إﻻ سرير صغير ينام عليه أخى وأنا على اﻷرض بين الكتب. نعم بين الكتب. ألم أقل لكم أن أخى يقتنى الكتب. فهى تحت السرير وفوق الرف الوحيد بالحجرة الذى يستعمل كتسريحة. فأصبح مكتبة وبجانب الحائك عواميد الكتب فهى فعلًأ كالعواميد ولكن بغير تنسيق كبير.
عامود كتب 
وهذه الغرفة فى الدور الثالث عشر حيث الهواء الطلق وحسب. وﻻ شئ أخر يمتع غير هذه الخلوة الجبرية. فﻻ تلفزيون وﻻ إنترنت وﻻ كمبيوتر وﻻ مذياع يكسر هذا الصمت الرهيب. فالناس يقولون أعيش بين أربعة حوائط وأنا أعيش بين مئات الكتب. فلم يكن بد من النظر فى هذه الأشياء الموجودة بجانبى بحكم الفراغ ﻻ أكثر. فكان كتاب عاشو فى حياتى لـ أنيس منصور فقرأته فى فترة وجيزة جدًا حتى أن أخى قال لى إنك لم تقرأه. ولمن يعرف أنيس منصضور فهو كاتب شهير يكتب مقالتين يوميًا فى صحيفة اﻷهرام المصرية والشرق اﻷوسط اللندنية، ومؤلف العديد من الكتب أشهرها الذين هبطو من السماء والذين عادو إلى السماء وغيرهم الكثير. وهو على كل حال يمكنك أن تقول أنه لم يؤلف إﻻ عشر كتب موزعة فى عشرات أخرى من الكتب فكثيرًا ما تجد مقاﻻت وفقرات بأكملها موجودة فى عدة كتب، وكتبه ليس فكرية وﻻ قصصية فهى مزيج بين المقالة والقصة لكنك لن تجد معلومات مفيدة كثيرًا ولكنك بكل تأكيد ستستمتع كثيرًا بما تقرأ. ولم أعرف له كتاب قيم ـ بالنسبة لى على اﻷقل ـ إﻻ كتاب فى صالون العقاد فهو يحكى قصة صالون العقاد وما كان يدور فيها ورغم أنه كتاب من النوع القصصى إﻻ أنه كفاه قيمة أنه يتحدث عن أستاذنا العقاد.
وكما يقول المثل الشهير تأتى الرياح بما ﻻ تشتهى السفن فأخى الكريم نوعية كتبه ﻻ تصلح لمبتدئ فى القراءة مثلى. فلم أجد غير هذا الكتاب ـ الغلطة بالنسبة ﻷخى حيث أنه ﻻ يقرأ هذه الكتب الخفيفةـ وديوان شعر لـ محمود درويش فحفظت من قصيدة بطاقة هوية:

سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
و أطفالي ثمانية
و تاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
و أطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز
و الأثواب و الدفتر
من الصخر
و لا أتوسل الصدقات من بابك
و لا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
أنا إسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
و قبل تفتح الحقب
و قبل السرو و الزيتون
و قبل ترعرع العشب
أبي من أسرة المحراث
لا من سادة نجب
وجدي كان فلاحا
بلا حسب و لا نسب
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
و بيتي كوخ ناطور
من الأعواد و القصب
فهل ترضيك منزلتي
أنا إسم بلا لقب
سجل
أنا عربي
و لون الشعر فحمي
و لون العين بني
و ميزاتي
على رأسي عقال فوق كوفية
و كفى صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها
و عنواني
أنا من قرية عزلاء منسية
شوارعها بلا أسماء
و كل رجالها في الحقل و المحجر
يحبون الشيوعية
فهل تغضب
إلخ
..................


محمد حسنين هيكل
ولم يكن فى هذه المكتبة العامرة بالكتب إﻻ هذين الكتابين الذين قراتهما. ولكن الله كان فتح الباب. وما فتحه الله ﻻ يغلقه عبد. فسألت أخى العزيز المزيد من الكتب من عينة أنيس منصور أو قصص فلم أجد. ولكنه أرشدنى إلى دار الكتب والوثائق القومية . وهناك غصت بين الكتب فبين طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومحمد حسين هيكل وعشرات من الكتب والكتاب. فيكفى أنك بين هذا الكم الضخم من الكتب فى المخازن عشرات اﻷﻻف من الكتب على اﻷقل، فكل كتاب يصدر فى مصر تذهب عشر نسخ إلى دار الكتب.  أذكر أنى قرأت يوميات نائب فى اﻷريف وشجرة البؤس وزينب وبعض من اﻷعمال الكاملة لنجيب محفوظ هذا ما أذكره من كتب وأنا اﻵن فى هذه اللحظة أتذكر استمارات طلب الكتب والكمبيوتر الذى كنا نبحث فيه عن أسماء الكتب، واﻷدراج المملوءة بكروت مكتوب بها اسم المؤلف واسم الكتاب ورقمه وتنقلها فى استمارة طلب الكتب، وجد إحدى هذه اﻻستمارت عند أخى بين حاجياته فذكرته بها فتذكر.

أروى هنا قصة لطيفة جدًا حدثت معى. فبعد أن تعودت على قراءة الكتب (الروايات) سألت مرشدى وأخى عن كاتب وكتاب فى السياسة فقال لى اقرأ لـ محمد حسنين هيكل. فذهب إلى دار الكتب وبحثت عن كتب محمد حسين هيكل فوجدت زينب وحياة محمد وغيرها من الكتب فنظرت فىبعض هذه الكتب وخصوصًا زينب. واخبرت أخى ببعض هذه الكتب فتعجب وسال هل هيكل كتب فى هذه الموضوعات؟!
د. محمد حسين هيكل
وذهبت إلى سور اﻷذبكية لشراء كتب فى السياسة لهيكل فسألنى البائع كتب لمحمد حسين هيكل أم لمحمد حسنين هيكل. فأسقط فى يدى. وما الفارق؟! حسين أم حسنين هى المشكلة!!!! وهل يوجد فى هذه الدنيا اسم كهذا حتى يتشابهان. وﻻ تكون المشكلة فى تشابه اﻻسمان ولكن المشكلة فى هذا الحرف. حرف النون. أكان وﻻ بد لهذا البائع أن يسأل قارئ مبتدئ مثلى هذا السؤال؟ زكيف له أن يعرف أنى جديد فى عالم الثقافة؟!
ولما كان طبعى يميل إلى البساطة والمرح فاستسهلت وقلت حسين أخف من حسنين. فعلى بركة الله فليكن محمد حسين هيكل. فاشتريت ولدى وزينب وهكذا خلقت. وذهبت إلى البيت فخوراً بما أحمل من كتب روائية لكاتب سياسى!!!!!
فقال لى أخى هيكل هذا غير هيكل الذى حدثتك عنه. كيف لم تفرق بينهمل؟ قلت له فرقت ولكنى استسهلت اﻷسم فضحك أبى.
وعرفت الفرق هذا وزيرًأ للمعارف ١٩٣٨ و١٩٤٤ وكاتب وأديب  وسياسى بارز فى عهد الملكية. وهذا صحفى بارز فى عهد عبد الناصر والسادات.
وبعدها كانت قصتى مع معرض الكتاب. ولهذه قصة أخرى.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ