هذه القصة بحق تأخرت فى سردها كثيرًا. رغم أنها حاضرة فى ذهنى، وﻻ تحتاج إلى تذكر. ومع ذلك أرويها لكل عزيز.
أحمد محمد خلف . أخى |
والقصة تبدأ حينما جئت من المنيا إلى القاهرة للدراة الجامعية. وكانت ظروف المعيشة تقتضى أن أسكن مع أخى أحمد الذى يكبرنى بعامين وسبقنى إلى القاهرة أيضًا بعامين للدراسة فى جامعة اﻷزهر الشريف. وأخى مذ كان صغيرًا يحب القرأة ويقتنى الكت. أما أنا فلم أكن أهوى مثل هذه اﻷشياء. والغرفة التى كانت فاتحة الخير على صغيرة الحجم ﻻ يوجد بها إﻻ سرير صغير ينام عليه أخى وأنا على اﻷرض بين الكتب. نعم بين الكتب. ألم أقل لكم أن أخى يقتنى الكتب. فهى تحت السرير وفوق الرف الوحيد بالحجرة الذى يستعمل كتسريحة. فأصبح مكتبة وبجانب الحائك عواميد الكتب فهى فعلًأ كالعواميد ولكن بغير تنسيق كبير.
عامود كتب |
وكما يقول المثل الشهير تأتى الرياح بما ﻻ تشتهى السفن فأخى الكريم نوعية كتبه ﻻ تصلح لمبتدئ فى القراءة مثلى. فلم أجد غير هذا الكتاب ـ الغلطة بالنسبة ﻷخى حيث أنه ﻻ يقرأ هذه الكتب الخفيفةـ وديوان شعر لـ محمود درويش فحفظت من قصيدة بطاقة هوية:
سجل
|
أنا عربي
|
ورقم بطاقتي خمسون ألف
|
و أطفالي ثمانية
|
و تاسعهم سيأتي بعد صيف
|
فهل تغضب
|
سجل
|
أنا عربي
|
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
|
و أطفالي ثمانية
|
أسل لهم رغيف الخبز
|
و الأثواب و الدفتر
|
من الصخر
|
و لا أتوسل الصدقات من بابك
|
و لا أصغر
|
أمام بلاط أعتابك
|
فهل تغضب
|
سجل
|
أنا عربي
|
أنا إسم بلا لقب
|
صبور في بلاد كل ما فيها
|
يعيش بفورة الغضب
|
جذوري
|
قبل ميلاد الزمان رست
|
و قبل تفتح الحقب
|
و قبل السرو و الزيتون
|
و قبل ترعرع العشب
|
أبي من أسرة المحراث
|
لا من سادة نجب
|
وجدي كان فلاحا
|
بلا حسب و لا نسب
|
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
|
و بيتي كوخ ناطور
|
من الأعواد و القصب
|
فهل ترضيك منزلتي
|
أنا إسم بلا لقب
|
سجل
|
أنا عربي
|
و لون الشعر فحمي
|
و لون العين بني
|
و ميزاتي
|
على رأسي عقال فوق كوفية
|
و كفى صلبة كالصخر
|
تخمش من يلامسها
|
و عنواني
|
أنا من قرية عزلاء منسية
|
شوارعها بلا أسماء
|
و كل رجالها في الحقل و المحجر
|
يحبون الشيوعية
|
فهل تغضب
إلخ
..................
|
محمد حسنين هيكل |
أروى هنا قصة لطيفة جدًا حدثت معى. فبعد أن تعودت على قراءة الكتب (الروايات) سألت مرشدى وأخى عن كاتب وكتاب فى السياسة فقال لى اقرأ لـ محمد حسنين هيكل. فذهب إلى دار الكتب وبحثت عن كتب محمد حسين هيكل فوجدت زينب وحياة محمد وغيرها من الكتب فنظرت فىبعض هذه الكتب وخصوصًا زينب. واخبرت أخى ببعض هذه الكتب فتعجب وسال هل هيكل كتب فى هذه الموضوعات؟!
د. محمد حسين هيكل |
ولما كان طبعى يميل إلى البساطة والمرح فاستسهلت وقلت حسين أخف من حسنين. فعلى بركة الله فليكن محمد حسين هيكل. فاشتريت ولدى وزينب وهكذا خلقت. وذهبت إلى البيت فخوراً بما أحمل من كتب روائية لكاتب سياسى!!!!!
فقال لى أخى هيكل هذا غير هيكل الذى حدثتك عنه. كيف لم تفرق بينهمل؟ قلت له فرقت ولكنى استسهلت اﻷسم فضحك أبى.
وعرفت الفرق هذا وزيرًأ للمعارف ١٩٣٨ و١٩٤٤ وكاتب وأديب وسياسى بارز فى عهد الملكية. وهذا صحفى بارز فى عهد عبد الناصر والسادات.
وبعدها كانت قصتى مع معرض الكتاب. ولهذه قصة أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق