السبت، مارس ٠٦، ٢٠١٠

عودة الفرسان


فتح الله لديه سر ليس يبوح به!..
فتح الله لديه سرّ تنتظره الدنيا، لكن لا يخبر أحدًا!..
فتح الله يحمل فى قلبه ما لاطاقة له به، ولذلك لم يزل يبكى حتى احتار الدمع لمأته!
فتح الله وارث سر، لو ورثه الجبل العالى، لانهد الصخر من أعلى قمته، ولخرت أركان قواعده رهبا!
فتح الله فارس ليس تلين عريكته، ولا تضعف شكيمته! ولصوته فى الكرِّ أشدُّ من فرقعة الرعد! يقاتل فى النهار حتى تذوب الشمس فى دماء البحر، فإذا خلا لأشجان الليل بكى..!
مكين الوثبة كالأسد، حاد الرؤية كالصقر، رهيب الصمت كالبحر، إذا سكت خطب، وإذا نطق التهب! وإنه ليشف كالزجاج إذا هو كتب!
كل الناس يعرف فتح الله، وكل الناس يسمع فتح الله، ولكن لا أحد يعرف ماذا يريد فتح الله! فلم يزل سره فى صدره يقبع فى الأعماق مثل اللؤلؤ المكنون!.. ومن يدرى؟ فلعله فارس لم يشرق بعد زمانه! ولا حان وقته وإبانه! وأى بلاء أشد على المرء من أن يعيش قبل أوانه؟ ويعاشر غير أهل زمانه؟

... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...

حقيقةً لا أعرف هذا الشيخ، ولم أسمع به من قبل، إلا من عدة أشهر، وكأننى كنت على موعد معه، وحان الوقت، فانفتح الباب، وهدمت السدود، ومدت الجسور، وأدركت أن وقت الدرس قد حان، ولا بد لى من قلم وقرطاس، فها هو المعلم قد ظهر، ولم يبق لى غير التدوين خلفه!
فسألت راوى الأشجان عن سيرة الشيخ؟ فقال لى من أين عرفته ومتى؟ فقلت له لم يدم على معرفتى به بضعة أشهر!
أخبار من هنا وهناك متناثرة جمعتنى بالشيخ، حتى كان انعقاد مؤتمر مستقبل الاصلاح فى العالم الاسلامى، وسمعت أكثر عن الشيخ، ورغم أنى لم احضر المؤتمر إلى أن أخى ذهب وجاء بمجلة حراء وبعض الكتب للشيخ، ومن هنا كانت البداية الحقيقة للتعرف، حيث أنى بدأت الدخول على الموقع الخاص بالمجلة وبالموقع الشخصى.
ورغم أن سيرة الشيخ المكتوبة باللغة العربية والمنثور فى الفضاء الالكترونى غير كبير، فسيرة الشيخ تعرفت عليها فى معرض الكتاب حيث وجدت رواية
{"عودة الفرسان" سيرة محمد فتح الله كولن، رائد الفرسان القادمين من وراء الغيب} للشيخ الأديب فريد الأنصارى، وهى رواية شاعرية، مكتوبة بمداد الحب ومروية بماء الإخلاص!
فارتشفت الرواية وشعرت بالظماء!.. لا تتعجب، فسيرة الشيخ عطرة والرواية نضرة، ولك أن تعرف رغم أن الرواية رائعة، إلا أنها قليلة فى حق الشيخ فتح الله كولن.
ومع أنى قرأت بعض سير المفكرين إلا أن سيرة الشيخ حقًا عجيبة، ففيها مجاهدة للنفس وجهاد فى سبيل الله، وسنستعرض سيرة الشيخ من خلال الرواية البديعة، والتى ذكرت بعضًا منها فى مقدمة هذه المقالة وسنكملها فى مقالة قادمة أو مقالات، حسب ما سيرويه لنا راوى الأشجان..!

... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...

فتح الله لا يملك من هذه الدنيا سوى ملابسه القديمة، ومحفظة أحزان صغيرة تصحبه تصحبه أنى حل وارتحل لم يزل يحتفظ فيها بثلاثة مفاتيح عتيقة!
الأول: مفتاح "الباب العالى" فى اسطنبول، والثانى: مفتاح" باب الحِطَّةِ" فى المسجد الأقصى، والثالث: مفتاح جامع قرطبة فى أندلس الأشجان!
رجلٌّ وحده يسمع أنين الأسوار القديمة، ونشيج الريح الراحل ما بين طنجة وجكارتا! وبكاء النورس عند شواطئ غادرتها سفن الأحبة منذ زمن غابر، ولكن لم يشرق لعودتهم بعد شراع!.. فيبكى!
رجل وحده يسمع صهيل الخيل القادمة من خلف السحب، ونداء الغيب المحتجب، إذ يتدفق هاتفه على شاطئ صدره، فينادى من على منبره: "ألا يا خيل الله اركبى!.. ويا سيوف البرق التهبى!"..
ويرى ما ليس يُرَى .. فيبكى!



هناك تعليقان (٢):

على يقول...

http://books-sea.blogspot.com/2013_04_01_archive.html
تنزيل الكتاب
روايه بحر الكتب (Pdf)
للشيخ فريد الانصارى

على يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.