الاثنين، نوفمبر ١٥، ٢٠١٠

شيبتنا المنابر


فى بحر الحياة الهادئة تسير الهوينى، لكن إذا ما بلغ العصف مداه واشتد الريح وعلا الموج فوق طاقتك، فعليك بالمرونة وإلا مصيرك كالشجرة التى لا تميل مع الريح!
فى غربتى الجبرية أتعرض كل يوم لمواقف تحتاج إلى المرونة. أحد هذه المواقف هو إجبارى على الخطابة رغم أنى لست مؤهل لهذا.. لا بالشهادة.. ولا بالعلم!.
بعد صلاة العصر وجدت جماعة من الشباب يتجاذبون أطراف الحديث، أنا أعرفهم وهم كذلك، قال لى أحدهم حضر، قلت له أنا لست أهلا لهذه المهمة، حاولت التهرب فلم أفلح، حتى حيلة أنى لا أستطيع الخطابة شفاهة ولكنى سأضطر أن أخطب من ورقه لم تفلح، وقالوا لى اخطب كيفما اتفق لك، فأنت مؤهل عالى ومتدين وتقرأ كثيرًا حتى كدت أن ألعن القراءة التى تجعل من قارء روايات خطيب فى مسجد!.
أمدونى ببعض الكتب لوعاظ (سلفيين) فحضّرت الخطبة على مضض، وجاء اليوم الموعود، دخلت المسجد، صليت ركعتين بعد الأذان، وأتبعتهما بركعتين، وجدت الجميع ينظرون إلى منظرين صعودى! وصعدت المنبر، وكان كما قال شيخنا الإمام العلامة الدكتور على جمعه(شيبتنا المنابر) ما هذا! لو أنى فى مكان آخر لتحدثت الساعات دون توقف!!! لكن فى هذا المكان وعلى هذه الدرجات التى وقفت عليها، فقد ألجمت رهبة الموقف لسانى! مع أنى اقرأ من كتاب، ليس على أن أستحضر الأفكار وأرتب الكلمات لآكون جمل! فكل المطلوب منى أن اقرأ لهم الخطبة! لكنى تلعثمت!
قررت عند نزولى أجازة أن أشترى خطب شيخنا الجليل د. على جمعه لأخطبها!
اصطدمت بمشكلة! الجمهور سلفى، وأنا قلبى معلق فى قنديل موضوع برواق الأتراك بالجامع الأزهر. كل من شاهد كتاب الخطب لفضيلة الإمام العلامة قال لى ألم تجد غير (على جمعه) لتخطب من كتبه ـ ينطقون اسمه مجرد من أى لقب حتى ولو كان كلمة شيخ ـ! بعد أول خطبة وكانت عن أعظم مخلوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ سألت أحدهم عن الخطبة فقال لى جيدة، فحمدت الله. وشرعت فى قراءة الكتاب/ الخطب كلها وقد كانت أكثر من رائعه، ولهذا حديث أخر.

ليست هناك تعليقات: