الاثنين، فبراير ١١، ٢٠٠٨

أى شئ




ذهبت فى صغرى لأحد باعة الحلاوة العسلية فى بيته وكان يبيع العسل أيضا ً ، ووجدته يصنع الحلاوة التى نشتريها منه فى بيته وكانت طريقة صنع هذه الحلاوة بدائية بطبيعة الحال ، ولكن ما لاحظته أن يده ملوثة والأوانى التى تصنع بها الحلاوة إشتكت وتطلب الرحمة لكثرة استخدامها فضلا ً عن الصماد ( اللون الأسود اللى على الصوانى والحلل من بره ومن جوه ) فعافت نفسى هذه الحلاوة ولم أشتريها بعد ذلك وكلما رأيتها تذكرت الأوانى السوداء ويد الرجل الملوثة .



إن هذه القصة تنطبق على الواقع فلكى تعيش وتأكل حلاوة عليك أن تغمض عينيك وأن تصم إذنيك وإن علمت شئ ً فعليك أن تصمت ، هذه هى الحياة الآن الكل لا يريد المعرفة بل يريد الحلاوة ، فإن للمعرفة طعم يصل فى بعض الأحيان إلى طعم العلقم ، لأن الواحد منا حينما يدرك انه كان مغيب وأن الدنيا تدور من حولة ولم يدر معها فإنه يشعر بمرارة فيضطر إلى أن يلجاء إلى الجهل لأن الجهل هو حماية لكل خائف وملاذ لكل من أراد الحلاوة ..ياحلاوة !!! .



يدرك كثيرون أن حكام الدول النامية يصرون على تجهيل الناس ، وعلى إلهائهم بسفاسف وصغائر الأمور ، وينتج عن هذا أن يظل الناس فى واد والحكام فى واد آخر ، فلا يفكر أحد فى تنمية ولا صناعة ولا زراعة ولا تعليم أو صحة لأنهم مشغولون بلقمة العيش لا غير ، فلو توافرت لقمة العيش سيفكر الناس لأنهم وجدوا ما كان يشغلهم عن التفكير ، والحكام لا يريدون لأحد أن يفكر .



إن النظم التعليمية فى مصر لا تؤدى بأى شكل من الأشكال إلى تعليم أى شئ ، فخريج تجارة لا يصلح لأن يعمل فى بنك أو أى شركة لأن ما تعلمه فى الجامعة لا يصلح للتطبيق لأنه ببساطة هذه المواد عفا عليها الزمن ، وأصبحت فى خبر كان ، وينطبق على خريج طب أو هندسة أو أى جامعة آخرى ما ينطبق على خريج تجارة ، فالمحصلة فى نهاية الأمر واحدة ، الجميع يحمل شهادة ولكن ما يحمله لا قيمة له ، وأذكر على سبيل المثال أنه فى الإحتفال بمؤية الجامعة المصرية تم تصوير حلقة من برنامج البيت بيتك من داخل الجامعة( جامعة القاهرة ) وعلى الهواء مباشرة وكان من الحاضرين الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالي وسأل الطلاب الوزير فى بعض أمور ، وما لفت نظرى أن أحد الأسئلة كانت من طالب من طلاب جامعة القاهرة وكان سؤاله غاية فى الغرابة والسفه والجهل الناتج عن هذا التعليم العقيم وكان سؤال هذا المتعلم أن خريج الجامعة لا يجد عمل لأن الذى درسه فى الجامعة لا يؤهلة للعمل خارج الجامعة فلماذا لا تعطينا الوزارة دورات تدريبية تلائم طبيعة الشغل والعمل ؟! ، وبالرغم من أن هذا الطالب خرج من دائرة الجهل فى أول السؤال إلا أنه ما لبث أن عاد له فى نهايته ، فهاذا الشاب أدرك أن التعليم الذى يتعلمه لا يصلح العمل به وأنا أتفق معه فى هذه النقطة ولكن ما أثار غضبى هو طلبه فى معالجة هذه النقطة حينما قال أنه يريد أن يأخذ دورات تؤهله للعمل ، ولا أعلم لماذا طلب هذا الطلب الغريب مع أنه كان الأجدر به أن يطلب تغير المناهج التعليمية العقيمة التى لا تصلح لا للعمل بها أو غير العمل بدلا ً عن أخذ دورات تدريبية ، فالمناهج التعليمية تعتمد فى الأساس على الحفظ لا الفهم سواء أكان فى مرحلة الروضة أو المرحلة الجامعية ولا يختلف الأمر بين العلمى والأدبى ، وبالرغم من أن هذا النظام يعتمدى على الحفظ إلا أن الطلبة ينسون ما حفظوه بمجرد خروجهم من الإمتحان ، فينتج طالب لا هو فاهم ولا هو حافظ ، ونعم التعليم !!!



للخروج من هذه الدائرة الضيقة علنا بالقراءة فهى الحل الوحيد والمخرج الأكيد لكل ما نحن فيه الآن ولن أفرق بين قراءة الروايات وقراءة الكتب السياسية أو الدينية ، لأن قراءة نوع من الكتب تجر القارء إلى أنواع آخرى ، وأذكر أنى سألت شيخى ذات مرة فقلت له ماذا اقراء فقال لى اقراء أى شئ .






الخميس، فبراير ٠٧، ٢٠٠٨

قراءَ ـ فهمَ ـ إستـَمتعَ



تختلف قراءة المقالات عن قراءة الكتب اختلافا ً كبيرا ً ، فالشعور الناجم عن قراءة مقالة هو شعور فيه شئ من الإستمتاع خصوصا ً وإن كان الكاتب موهوب وممتع ، ولكن قراءة كتاب له شعور مختلف يصل فى بعض الأحيان إلى شعور بالنشوة والسعادة اللا متناهية بعد الإنتهاء من قراءة آخر حرف فى الكتاب وإغلاق الصفحة الأخيرة وترك الكتاب ، وهو شعور لا يستطيع أحد أى أن يصفه فلا يستطيع أحد وصف طعم أكلة خصوصا ً وإن كانت شهية فما بالكم بهذا الشعور الناجم عن القراءة فكما يقول أهل المتصوفة ( من ذاق عرف ) وأنا ذقت من هذا البحر العذب ، وأذكر أنى أنهيت ثلاثة كتب للشيخ محمد الغزالى وثلاثة كتب آخرى للدكتور إبراهيم الفقى وبعض الكتب الآخرى وأنا الأن اقراء كتاب ماذا علمتنى الحياة ؟ للدكتور جلال أمين ، وشعورى بعد الإنتهاء من قراءة فصل من الفصول هو شعور كمن غمس إصبعه فى العسل وذاق حلاوة طعمه ، فهو لا يريد التوقف عن لحس العسل وأنا لا أريد التوقف عن القراءة !!!!!
قراءة كتاب القراءة الذكية للدكتور ساجد العبدلى وهو كتاب جيد لكل من أراد ينهل من هذا الماء العذب ، وحصل عندى شعور بانى أريد أن ألتهم الكتب إلتهاما ً وأن أقراء عشرات بل مئات الكتب فى اليوم الواحد ، ولكن يذداد شعورى بالخيبة كلما ذاد عدد الكتب لدى وأنا لم أنتهى من قراءة الكتب القديمة وأصبح فى حيره هل اقراء القديم أم الجديد ، هل اقراء الأدب أم السياسة أم الدين ، ولكن تبؤ كل خططى بالفشل فى قراءة هذا الكتاب أو ذاك لأننى كلما قررت قراءة هذا الكتاب ظهر كتاب غيره أحق بالقراءه ، فأترك الإختيار للقدر يحدد لى ما اقراء وما أترك .
دائما ما يتهمنى أخى بأن قراءتى سريعه وأن علىّ أن أعى ما اقراء فأذكر أنى قراءة كتاب من 700 صفحة فى أقل من شهر فادعى أخى أنى لم اقراءه كاملا ً ، ولكن ظهر لى بعد قراءتى لكتاب القراءة الذكية أنى لم أكن سريعا ً على الإطلاق ولكن هناك من يقراؤون أسرع منى وبعمق أكثر وهو ما أكده لى الدكتور جلال أمين فى كتابه ماذا علمتنى الحياة والذى ذكر فيه أنه حينما كان فى انجلترا يحضر للماجستير والدكتوراة وكان مستواه فى القراء بطئ وحضر محاضرة ذكر لهم فيها المحاضر القراءة السريعة ومرنهم عليها بأن جعل صفحة من كتاب تعرض على شاشة ولكن يضئ كل سطر بالترتيب فلا يضئ غيره وجعل مدة اضاءة السطر تقل فينتقل للسطر الذى يليه وعليه أن يفهم السطر قبل أن ينتقل للسطر الذى يليه وهى عمليه أشبه بمشاهدة ترجمة فلم أجنبى وعليك أن تسرع من قراءتك للترجمة الموجدة على الشاشة قبل أن ينتقل لترجمة جمل آخرى ، وعرفت من ساجد العبدلى وجلال أمين أن القراءه فهم وليست حفظ نصوص حتى اتأمل رسم وشكل وهيئة الحروف والكلمات .

الاثنين، فبراير ٠٤، ٢٠٠٨

زيارة لمعرض الكتاب تحت أمطار الشتاء


(مطرى يامطرة ....خلى الوز يعوم ، مطرى يامطرة .... وادحرج يالمون ) أعتقد أننا كنا نقول هذه النشيد عندما تمطر السماء فى بلدتنا وهى ليست مطرة ، ولكن هى ما نطلق عليها بتدمع فنقول السما دمعت شوية .
ولكن هذا اليوم لم تدمع السماء أو تمطر ، ولكنها فتحت شلالات الماء على رؤسنا وأذكر أن قطرات الماء كانت كحبات الفول أو أكبر، حدث هذا وانا ذاهب الى معرض الكتاب ولم أكن أعلم أن السماء ستغضب غضبتها الكبرى فى ذلك اليوم ولولا أنى مواعد ابن عمى وأعلم أنه منتظرنى عند الباب لكنت رجعت أدراجى وذهبت فى يوم أخر ، بدأت الأمطار تسقط وانا فى طريقى للمعرض ،فقد كنت أركب أتوبيس هيئة النقل العام " أبيض فى أحمر " وبدأت الأمطار خارج الأتوبيس ثم بعد قليل داخله ، وبدأت الأمطار تسقط من الفتحتان الموجدتان أعلى الأتوبيس فى السقف للتهوية ومن الجلد حول زجاج الشبابيك ومن كل مكان يخطر على بالك ووصلت بحمد الله الى نادى السكة الحديد فلبست كيس فى رأسى وشمرت البنطلون ومشيت لحد المعرض .

مش هاحكى عن اللف فى المعرض من أول دار مدبولى والشروق والسلام ونهضة مصر وسراى 2و3و4و5والمخيمات الشعرية وسور الأزبكية مش هاحكى عن كل ده ، أنا لفيت لحد الساعة 5 وابن عمى روح وانا ذهبت لندوه أقامها المركز الثقافى الفرنسى بجناح الأستثمار للروائى علاء الأسوانى فاستمتعت بحديثه وبدأت الأسئلة فلم يسال أحد لأن أغلبهم فرنسيين ومش عارف ايه اللى جابهم لما هما هيسئلوا المهم أنى سئلت بعد شاب لا أذكر سؤاله ولم أجد أحداً يسأل أويفكر السؤال فقررت أن أسأل لكى أنهى حالة الحرج التى وقع فيها الجميع فرفعت يدى فجاء الميكرفون فقلت أننى قرأت رواية شيكاجو فى جريدة الدستور المصرية وقرأت بعد نهاية الحلقات كلها نشر تحقيق عن بعض الردود حول الراوية والتى جاء أغلبها رافضا ً لكمية الجنس فى الراواية الزائد عن الحد ألم يكن ممكن تخفيف هذه المشاهد الجنسية ؟؟؟



فجاء رده كما أذكر أن لكل مشهد أوتفصيلة جنسية لها دور وحذف هذا المشهد قد يخل بالصورة التى يريد ارسالها للقارء، وذكر أننا فى القرن الواحد والعشرين وأنه فى تاريخنا العربى يوجد مثل هذه التفاصيل ولم تكن تصيب الناس فى وقتها بمثل هذه الحساسية المفرطة التى أصابت المجتمع فى الةقت الحالى وذكر رسالة من رسائل الجاحظ منذ ما يقرب من ألف سنة وتدرس فى كلية الأداب عن المفاخرة بين صاحب الجوارى وصاحب الغلمان وانتهت الندوه ، وذهبت له بعد الندوه وسلمت عليه واعتذرت له إن كان سؤالى أغضبه أو أساء له ـ لأنى شعرت أنه غضب أثناء الإجابة ـ فنفى ذلك الشعور واخبرنى أن سعد بمثل هذا السؤال و....... وانقطع النور فى السراى كلها فأخبرنا أحدهم أن الساعة تجاوزت السابعة وهذا ميعاد إغلاق السراى فقال لنا مداعبا ً منورين .. فرديت عليع وقلت له ده نورك ..
كانت هذه الزيارة يوم السبت 27/1/2008وذهبت مرة آخر يوم الأحد 4/2/2008 أى بعدها بأسبوع و..
وكنت علمت من خلال الدستور أن د.جلال أمين سيوقع كتبه فى دار الشروق زكنت انا اشتريت كتاب ماذا علمتنى الحياة فى الزيارة الأولى وكنت قد قرأت فى ثلاث أيام ما يقرب من 130 صفحة فى هذا الكتاب الممتع وتوقفت عند جمله لم أعرف سبب ذكرها فى هذا السياق ولماذا وردت بهذا الشكل لاأ علم هل نتج هذا عن تسرع منى أم شئ أخر لا أعلم ، وذهبت الى المعرض فى حوالى الثانية ودخلت دار الشروق وبعد أن انتهيت وأنا خارج وجدت الدكتور جلال أمين فسلمت عليه وقلت له وردت جملة لم أعرف سببها وهى حينما قالت والدتك لأبيك تتجوز أختى فقال لها لا انتى ولا أختك فقال انهما تشاجرا فقالت له طلقنى واتجوز اختى فقال لها لاانتى ولا اختك ، ومشيت وبدأت فى اللف فى سراى 2و3و4و7و6 وأنا بلفى فى سراى 7 وجدت فرع لدار الشروق أيضا ً فدخلته وأل أنظر للكت وقعت عيناى على كتاب ماذا حدث للمصريين لجلال أمين وكنت فى الزيارة الأولى بحثت عن هذا الكتاب فلم أجده فنظرت الى الكتب الأخرى فوجدت كتاب عصر الجماهير الغفير وهو الجزء الثانى لكتاب ماذا حدث للمصريين فاشتريتهما مع بعض الكتب الأخرى وذهبت الى دار الشروق عند باب 11 الذى قابلت فى الكتور جلال أمين وهو نفس المكان الذى سيوقع فيه كتبة وكان الوقت تعدى الرابعة والنصف وميعاد التوقيع الساعة الرابعة فذهبت ووجدته يوقع الكتب فوقع لى الكتابان ووقفت بجانبة أثناء توقيعة للكتب ما لا يقل عن الساعتان فقد كنا نسالة وهو يجيب وتحدثنا أنا ومجموعة من الشباب معه فى مواضيع كثيرة ، ومر الحديث من الهجوم على السادت ورؤية جلال أمين أنه شخص لا يليق بحكم مصر وأنه شخص يحب المظاهر فهو يهتم بصوره وروى لنا أنه كان هناك اعلان عن دور كومبارس فى السينما فتقدم السادات له وانتقد فلم أيام السادات لأحمد ذكى لأنه لم يقدم الحقيقة والصورة كاملة وتحدث عن مسلسل الملك فاروق بعد أنسأله أحد الحاضرين عن رأيه فيه فأجاب أنه لم يشاهد المسلسل ولكن مما علمه أن المسلسل كان ميال الى تحسين صورة الملك فاروق فلم يظهر سوئاته وسيئاتة فى أخر أيامه من إدمانه للمخدرات ولعبه للقمار ، وكان يسأل كل من يقول له هذا الكتاب أعجبنى فكان يطلب منه تحديد أى الكتب هذا أو ذاك لمعرفة أى الكتب أثرت فى الناس ، وقال له أحد الشباب أنه قرأ كتاب ماذا علمتنى الحياة ولم يعجبنى فالتفت اليه وقال له مالذى لم يعجبك فى هذا الكتاب فرد عليه الشاب بأنه لم يعجبه الحزن فى الفصل الأخير فقال جلال أنه ميال للحزن كأبيه أحمد أمين ولكنه حاولة معالجة هذا الحزن فى أواخر صفحات الكتاب ، وسألته أنا أن الدكتور زكى نجيب محمود فى أواخر أيامه ذكر أنه كان يكتب الكتب ويتم وضع أسم أحمد ـ أبوه ـ أمين عليها فنفى هذا الكلام وقال أنهما ـ أحمد أمين وزكى نجيب محفوظ ـ كتبا كتابان ولم يوضع أى أسم على هذين الكتابين ، وقال لنا كلاما كثيرا أخر ولكن الوقت والذاكر لا تسمح بأكثر من هذا ولكنه ذكر لنا فى النهاية نكتة طريفة وهى أن واحد كان كل مايكلم حد ينام منه يكلم صاحبه ينام يكلم أخوه ينام فذهب للدكتور واشتكى له أنه كل ما يكلم حد ينام منه وفجأه قال دكتور دكتور دكتور اللى حصل ان الدكتور نام منه .....!!!!