الخميس، فبراير ٠٧، ٢٠٠٨

قراءَ ـ فهمَ ـ إستـَمتعَ



تختلف قراءة المقالات عن قراءة الكتب اختلافا ً كبيرا ً ، فالشعور الناجم عن قراءة مقالة هو شعور فيه شئ من الإستمتاع خصوصا ً وإن كان الكاتب موهوب وممتع ، ولكن قراءة كتاب له شعور مختلف يصل فى بعض الأحيان إلى شعور بالنشوة والسعادة اللا متناهية بعد الإنتهاء من قراءة آخر حرف فى الكتاب وإغلاق الصفحة الأخيرة وترك الكتاب ، وهو شعور لا يستطيع أحد أى أن يصفه فلا يستطيع أحد وصف طعم أكلة خصوصا ً وإن كانت شهية فما بالكم بهذا الشعور الناجم عن القراءة فكما يقول أهل المتصوفة ( من ذاق عرف ) وأنا ذقت من هذا البحر العذب ، وأذكر أنى أنهيت ثلاثة كتب للشيخ محمد الغزالى وثلاثة كتب آخرى للدكتور إبراهيم الفقى وبعض الكتب الآخرى وأنا الأن اقراء كتاب ماذا علمتنى الحياة ؟ للدكتور جلال أمين ، وشعورى بعد الإنتهاء من قراءة فصل من الفصول هو شعور كمن غمس إصبعه فى العسل وذاق حلاوة طعمه ، فهو لا يريد التوقف عن لحس العسل وأنا لا أريد التوقف عن القراءة !!!!!
قراءة كتاب القراءة الذكية للدكتور ساجد العبدلى وهو كتاب جيد لكل من أراد ينهل من هذا الماء العذب ، وحصل عندى شعور بانى أريد أن ألتهم الكتب إلتهاما ً وأن أقراء عشرات بل مئات الكتب فى اليوم الواحد ، ولكن يذداد شعورى بالخيبة كلما ذاد عدد الكتب لدى وأنا لم أنتهى من قراءة الكتب القديمة وأصبح فى حيره هل اقراء القديم أم الجديد ، هل اقراء الأدب أم السياسة أم الدين ، ولكن تبؤ كل خططى بالفشل فى قراءة هذا الكتاب أو ذاك لأننى كلما قررت قراءة هذا الكتاب ظهر كتاب غيره أحق بالقراءه ، فأترك الإختيار للقدر يحدد لى ما اقراء وما أترك .
دائما ما يتهمنى أخى بأن قراءتى سريعه وأن علىّ أن أعى ما اقراء فأذكر أنى قراءة كتاب من 700 صفحة فى أقل من شهر فادعى أخى أنى لم اقراءه كاملا ً ، ولكن ظهر لى بعد قراءتى لكتاب القراءة الذكية أنى لم أكن سريعا ً على الإطلاق ولكن هناك من يقراؤون أسرع منى وبعمق أكثر وهو ما أكده لى الدكتور جلال أمين فى كتابه ماذا علمتنى الحياة والذى ذكر فيه أنه حينما كان فى انجلترا يحضر للماجستير والدكتوراة وكان مستواه فى القراء بطئ وحضر محاضرة ذكر لهم فيها المحاضر القراءة السريعة ومرنهم عليها بأن جعل صفحة من كتاب تعرض على شاشة ولكن يضئ كل سطر بالترتيب فلا يضئ غيره وجعل مدة اضاءة السطر تقل فينتقل للسطر الذى يليه وعليه أن يفهم السطر قبل أن ينتقل للسطر الذى يليه وهى عمليه أشبه بمشاهدة ترجمة فلم أجنبى وعليك أن تسرع من قراءتك للترجمة الموجدة على الشاشة قبل أن ينتقل لترجمة جمل آخرى ، وعرفت من ساجد العبدلى وجلال أمين أن القراءه فهم وليست حفظ نصوص حتى اتأمل رسم وشكل وهيئة الحروف والكلمات .

هناك تعليقان (٢):

هبة النيـــــل يقول...

فعلا

هناك كتاب لعالم أمريكي اسمه

"توني بوزان"

وهو متخصص في تنمية القدرات العقلية

اسم الكتاب "القراءة السريعة"

وهو يطبقها بدورات خاصة بالمركز خاصته بالولايات المتحدة


للأسف الشديد لم أقرأ للغزالي بعد

وبالفعل أشعر أني أفتقر لذلك

بأي الكتب تنصحني أبدأ؟؟

Abdullah Khalaf يقول...

هذا الشيخ رائع
فالشيخ الغزالى يتمتع باسلوب سلس ورائع
ولكن عليكى باختيار مدخل للكاتب أى كان ، فمثلاً لمعرفة كاتب بحجم الشيخ الغزالى أو القرضاوى أو الدكتور عبدالوهاب المسيرى أو جلال أمين ...الخ، فلا بد من قراءة سيرتهم الذاتية التى كتبوها بأيديهم، فرغم أنها فى النهاية "قصة" إلا أنها تحمل من فكر الكاتب الكثير وتعرف القارئ على شخصية الكاتب ، وسيعرف ظروف كتابة كل كتاب وفى أى مرحلة فكرية وعمرية كتب هذا الكتاب وما هو شعوره الناجم عن كتابة هذا الكتاب وهل هو راضى عنه أم لا، وهلا أضاف للكتاب فصول وأبواب بعد نشره فى الطبعات اللاحقة والكثير عن الكتب التى كتبها ، وسيعرف القارئ فكر واتجاه الكاتب واتجاهاته وميوله فيسهل عليه قراءة كتبه وإن عجبه الكاتب التهم كتبه ولم يدع منها حرف ولا نقطة.
وعليكى أستاذتنا د. هبة النيل أن تقرأى كتاب هموم داعية للغزالى ، وكتاب الشيخ الغزالى كما عرفته للشيخ يوسف القرضاوى.
وشكرً لتعليقك ومرورك الكريم.
ونسألكم الدعاء.