الاثنين، مارس ٢٢، ٢٠١٠

إعتذار للمسجد الأقصى!


كلما حاول الشجار خسر.. وكلما سَب أحد سُب فى المقابل أضعاف مضاعفة.. وكلما حاول الكيد لأحدهم إنقلب السحر على الساحر!!
اقتحام الحرم الابراهيمى وتشييد كنيس الخراب، واقامة احتفال، والقول بأن يوم 16 مارس سيهدم المسجد الأقصى، كل هذا كان خبرًا عاديا!
نعم خبر عادى لم يهتز له كيانى، ولم تنفر له عروقى ـ وبالطبع لم يطق لى عرق ـ وسألنى صديق بعدما قرأنا مثل هذه الأخبار هل تأثرت؟ قلت لا، فقال لى لماذا؟! وكان السؤال حق غريب (السؤال هو الغريب وليس ما فعله الصهاينة) فجلست أتأمل السؤال والجواب!!
وأسفت لحالى وحال أمتى، فرأيت أنى فى وهن وكذلك أمتى، ورأيت أنى ضعيف وعاجز وكذلك أمتى!!
وقلت يا الله لم لم أتأثر، ولم هذا العجز والوهن؟!
وكثير من الأسباب قيل ألاف المرات، وبحث هذا الأمر ومحص وأكل وشرب عليه الدهر ثم بال!!
فالبحوث ألفت، والمقالات دبجت، والكتب نشرت، ولا شئ!!
ولست هنا فى معرض ذكر ضعف أمتى، ولكنى رأيت أن أبحث حالى أولاً، فأنا جزء من كل!
وبديهى إذا كنت سأتحدث عن نفسى، فأنا لن أذكر الإنقسام الفلسطينى، وعدم وحدة الصف، والاعتقالات الداخلية بين الحركات، ولا تهم الخيانة والعمالة، ولن أذكر هذا الجالس وذاك الوقف، ولن أذكر أنظمة الحكم الفاسدة فى العالم العربة، وكذلك لن أذكر شعوب هذه الأنظمة التى تصمت على الفساد بل وتشارك فيه وتدعمه، كل هذا لن أذكره وألاف من الأمور التى لن تقدم ولن تؤخر، فالأمر جد خطير، ولهذا فلن أتحدث عن هذه الأمور.
كان السبب والسر فى ضعفى ووهنى وعدم مناصرتى له، خصوصًا فى الفترة الماضية بعد محاولة هدم الأقصى، واقتحام وضم الحرم الابراهيمى ومسجد بلال بن رباح، كان سببانن سبب فكاهى وسبب جدى وحقيقى.
السبب الفكاهى هو انقطاع النت، فلم استطع أن أكتب مقالة أو تدوينة للتعبير عن الرفض لهذا الفعل القبيح والإجرامى!!!!!
أما السبب الجدى والحقيقى هو أنى جاهل، نعم جاهل، والاعتراف بالمرض أول الطريق للعلاج، فالجهل عيب، والأقبح من الجهل هو جهل الجهل، وقد قال حمار الحيم حكمة بليغة، فيقول: لو أنصف الدهر لكنت أركب فانا جاهل بسيط وصاحبى جاهل مركب!!! والجاهل البسيط هى الذى يعرف أنه جاهل ولا يدعى غير ذلك، والجاهل المركب هو الذى يدرى أو لا يدرى أنه جاهل ويفتى الناس بجهله!!
ولهذا فأنا لا أختلف كثيرًا عن قول حمار الحكيم! وهو أنى جاهل بسيط، امتد جهله فى الزمان فلم يتوقف عند عصر أو زمن!
وجهلى هذا جهل عام، فى كل شئ، فأنا لا أجيد لغتى ولا أى لغة أخرى، ولا أجيد تخصصى، ولا أجيد حرفة، حتى القراءة التى أفوق فيها الكثير من أقرانى هى غير جيدة بالقدر الذى يجب أن يكونن وحتى دينى أن جاهل فيه بمعنى الكلمة، وبالطبع لم يتوقف الجهل عند حد فالكتاب الذى أنزله الله عز وجل من لا أحفظه ولا أجيد حتى قراءته!
فلهذا ولكل هذا أعتذر للقضية الفلسطينة وللقدس الشريف وللمسجد الأقصى.
فأنا رجل جاهل، لا يقوى على رفع قلمه وغرسه فى مداد الحزن ليكتب العزاء فى نفسه!
وكيف لرجل جاهل مثلى أن يدافع عن غيره وهو غير قادر على الوقوف!
ولكنى عازم على نصرة الأقصى، ولكنى لن أشجب وأدين ـ لا مانع من بعض الشجب القليل من باب التذكرة ـ بل سأتعلم وأزيل جهلى، فهذا بداية الدواء بعد معرفة الداء.
وعندها سأستطيع نصرة نفسى وبعدها نصرة أى شئ، أهلى وبلدى والأقصى وأمتى.
فإلى لقاء
6 ربيع الآخر 1431 هـ

ليست هناك تعليقات: