الأحد، يونيو ١٤، ٢٠٠٩

( الرجل الكبير ) هل يفعلها.. ويعتزل ؟!




إضافة مقاعد خاصة للمرأة ( 64 مقعد ) وأنباء عن حل مجلس الشعب وانتخابات برلمانية فى غضون ثلاثة أشهر، كلها مؤشرات على اعتزال الرئيس مبارك من الحكم وإجراء انتخابات رئاسية، لكن لماذا هذا الاعتزال؟، أو بمعنى أدق لماذا هذا الحديث عن الاعتزال؟.

الكل فى مصر يعف أن الرئيس هو وحده

صاحب القرار فى كل شئ من أول تعيين الوزراء والمحافظين إلى رؤساء تحرير الصحف القومية، ولا يعرف عن الرئيس مبارك أنه استشار أحد فى اتخاذ أى من قراراته، ولكن الحديث ليس عن قرار سيتخذه الرئيس فى أمر من الأمور التى اعتدنا عليها ، ولكن الحديث عن اعتزال

الرئيس وانتخاب ( توريث ) رئيس جديد.

لكن ما الذى يجعل الرئيس يعتزل أو يستقيل؟

سؤال لن يجيب عنه أحد ( بصدق ) حتى الرئيس نفسه، لكن هناك توقعات وتخمينات عن الأسباب وهذه الأسباب غير المقدمات التى ذكرتها مذ قليل، وتشير هذا التوقعات إلى أن السبب الأهم الذى فجر قضية الاعتزال هو موت حفيد الرئيس ـ رحمه الله ـ والذى يقال أنه كان متعلق به ـ أعز من الولد ولد الولد ـ مثل مصرى صميم ينطبق بكل تأكيد على حالة الرئيس ـ فهو بشر ـ ، وقد أكد هذا اعتزال الرئيس الظهور فى الإعلام فترة بعد موت الحفيد، وإلغاء زيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة، وقد شاهد الجميع حالة الإنهاك التى أصابت الرئيس عليها خاصة فى زيارة الرئيس أوباما إلى مصر، ولكن هذا ليس السبب الوحيد بل السبب الطارئ والعاجل الذى عجل بهذه الأحداث، فالحديث عن توريث الحكم ليس بجديد.

يتصاعد الحديث عن التوريث على فترات فى الصحف الحكومية ـ وغير الحكومية ـ وكأنه بالون اختبار، وتقف الصحف المعارضة فى وجه هذا المشروع بالمرصاد، ويتم تأجيل مشروع التوريث إلى أجل غير مسمى.

الآن وفى هذه اللحظات يقف مؤيدى مشروع التوريث خلف جمال مبارك (الوريث)، يدفعونه للأمام غير عابئين بما قد يؤدى إليه هذا التوريث، والوريث لا يريد أن يجلس على عرش مصر بعد رحيل الأب ففى هذا مخاطرة غير محسوبة، ولكن فى حالة وجود الأب تقل المخاطر ويصبح الوريث رئيس.

ولن يجد الوريث وشلته حال أفضل من هذا فالرئيس أوباما تحدث عن الديموقراطية باستحياء، فهو لن يضغط على دولة من أجل الديموقراطية بل من أجل مصالحه، والرئيس مبارك منهك بعد أن بلغ من الكبر عتيا ووفاة حفيدة، وغياب ـ أو تغييب ـ أى وجه يصلح للرئاسة بعد تفريغ كل الأحزاب وإشغالها بصراعات داخلية مرهقة، وتحجيم الإخوان المسلمين باعتقال أعضائها بالإضافة إلى عناصر من مكتب الإرشاد، ماذا تبقى؟، بعض الصحف المعارضة!!! ليست مشكلة، فهى تؤذن فى مالطة، والنظام دائمًا يفعل ما يريد

ستمتلئ الصحف والمواقع فى الأيام المقبلة لعرض الشكل الأمثل للقيام بعملية الاعتزال ثم التوريث، ولن يبقى أحد فى جوفه شئ إلا أخرجه، ولكن لا تفيد مثل هذه التحليلات أو التوقعات، لأن الجميع يعلم أن الرئيس دائمًا يخالف التوقعات ـ لأنه كما أشار سابقًا أنه لا يستجيب للضغوط الخارجية أو الداخلية ـ ولكن هل يستمر الرئيس على قراره هذا، أم ان الأيام والأحداث قد جعلت الرئيس مبارك يتراجع عن هذا المقولة.

القرار دائما كان فى يد الرئيس، والآن أيضًا القرار فى يده .

هل يفعلها ويعتزل؟ أم يخيب أمال وطموحات الوريث ويجلس على العرش مادم فى الصدر قلب ينبض ونفَس يتردد؟

هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة .