الأحد، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٧

رائحة الفساد


Add to darabet.com!


أعلم أن للفساد رائحة كريهة يشمها كل صحيح وسليم ، وأذكر حديثـًا للنبى ( عليه الصلاة والسلام) بهذا المعنى ، ولكن من كثرة الفساد والمفسدين لم نعد نشم هذه الرائحة .

دائمًا ما نسمع عن حالات فساد ، ودائما ما يكون هناك شئ من شك فى صحة الخبر أو فى دقة الخبر ، لأننا لم نشاهد واقعة الفساد بأعيننا ، ولأننا لم نكن طرفًا فيها ، أو لأننا لم نشهد حالة مماثلة لكى نؤكد الخبر ، ومع ذلك فنحن لا ننفى الخبر، ولكن يظل الشك داخلنا حتى يحين موعد نتأكد فيه من الخبر ونؤكده للناس .

وبرغم صغر سنى وعدم اختلاطى بالمصالح الحكومية ، إلا أننى عاشرت بعض حالات الفساد ، ورأيتها عن قرب ، فقد رأيت من يبيع ضميره وإمضائه بقليل من المال ، ورأيت المرتشى يأخذ المال فى بجاحة وكأنها حق من حقوقة .

أذكر شيخى حينما وقف فوق المنبر يخطب خطبة أغضبت كثير من المصلين ، لأنه قال لهم يجب أن يراعوا الله فى عملهم ، ولا يهربون من عملهم ولا يتركون وظائفهم ، وقال أنا أعلم أن هناك من يقول هذا العمل - القليل - مقابل المرتب - القليل أيضًا - فرد على هذا القول بأنه إرتضى العمل مقابل هذا المال ، وعليه أن يعمل بجد .

حينما حدثت أحدهم ـ موظف فى مصلحة حكومية ـ بأن هذا الذى يفعله خطأ ، رد على ما قلت بشمئزاز وضيق وقال اسكت أنت لا تعلم شئ ، وللأسف سكت !.

أخر ما رأيت من حالات فساد ان موظف ذهب للحج ووقف العمل فى المصلحة الحكومية بسبب ذهابه للحج ، وأنا لا أمانع أن يذهب أحدهم للحج ـ لعلهم يتوبون حقًا ـ ولكن أن يتعطل العمل بسبب هذا الحاج ، ولماذا لا يأتى غيره لكى يقوم بالعمل بدلاً منه ؟ والجواب أن هذا الحاج ـ الغائب ـ لن يستطيع أن يحج العام المقبل ، وسيذهب من قام بالعمل فى فترة غيابه

لا أعلم إن كنت سأتغير وأصبح مثل هؤلاء ؟ ، ولا أعلم هل سيشم أحد رأحتى ؟، وماذا ستكون الرائحة ؟ طيبة أو .....

الاثنين، ديسمبر ١٧، ٢٠٠٧

الخروف والعيد




بداية كل سنة وانتم طيبين، وبمناسبة العيد أذكر لكم قصة أن أحد أقاربى كل ما يشوف حد يسلم عليه يقول له كل سنة وانت طيب وألف مبروك ، على ايه مش عارف ، بس هو دايما يقول كده .


بما أنى لست من سكان القاهرة ـ اسماً وفعلاً يعنى اسمها قاهرة وهى أيضا قاهرة ـ فأنا ذاهب الى بلدتى فى وسط الصعيد ، والبرنامج المعتاد حدوثة كل عيد أحفظه عن ظهر قلب ، بداية من صلاة العيد والتكبير ، ومرورا بلمة وتجمع العائلة وذهابنا فى جولة على الأقارب لكى نعيد عليهم وانتهاء بخناقة كل عيد بين بعض نسوة العائلة ، ولا تسأل عزيز القارء لماذا خناقة فى يوم عيد ! ، فبعض النساء يعشقن الخناق والنكد ، خلقة ربنا حد عنده اعتراض !!!!




# دعت الكتورة هبة رءوف عزت فى مقالها بجريدة الدستور إلى عدم اختصار الدين فى أيقونات أى فى أشكال فقط دون المضمون أى ان تكون الفتاة محجبة وحجابها لا يؤثر على سلوكها فهى تختصر الدين فى حجاب فقط ،أو ان تكون شعيرة الحج هى دعاء فقط دون النظر فى حكمة ومقاصد وتجليات هذه الشعيرة، وتفعيل قيم الرحمة والعدل والحرية فى الناس .


بمناسبة العيد واللحمة ، كنت قريت زمان فى الف ليلة وليلة قصة فاكرها ، وهى الوحيدة اللى لحد دلوقتى فاكرها ، القصة بتقول فى ما اذكر.....


بعد الست شهر ذاد ما قالت مقدمتها اللى عجبت الأستاذ شهريار ، انى فى راجل عابر سبيل عدى على بلد وكان عايز ياكل يعنى حد يضايفة فسأل الناس فدلوه على راجل ميه ميه ، فراح عند البيت ورن الجرس فالخدامين قالوله ادخل فدخل وقعد صاحبنا عابر السبيل وجه صاحب الدار الراجل المية مية وقال للخدامين هاتو الأكل فدخل الخدامين عاملين انهم شايلين أكل وصوانى ووضعوا هذه الصوانى الوهمية على طرابيزة السفرة وقال ايه رصوها جانب بعض والضيف عابر السبيل مستغرب من المشهد ده ، بص لقا صاحب الداربيدعوه للأكل ، عابر السبيل لقا صاحب الدار مد ايده فى الأكل الوهمى وقعد ياكل ويقول لعابر السبيل كل ! ، فعابر السبيل مثل انه بياكل زى ما صاحب الدار بيمثل هو كمان انه بياكل ، وبعد ماخلصوا اكل طلب من الخدامين يشيلوا الأكل ويجيبوا ميه يغسلوا اديهم فجابو اناء وهمى وغسل صاحب الدار ايده وفعل عابر السبيل نفس الشئ ، فطلب الحلو فجابوا كاستر وجيلى وهمى ـ تقول لى عرفت ازاى انه جيلى أقول لك أصل الكلمات كانت بتتهز وانا بقرا الحته دى بتاعت الحلو ـ ، وبعد ما مثل صاحب الدار الأكل وفعل زيه عابر السبيل أكل الحلو الوهمى ، طلب صاحب الدار بالخمر فجابوله فودكا وشامبانيا ( وهمية أيضا ، كل حاجة بيجيبوها وهمية ) وصبوا فى كاسات وهمية ، عملوا انهم شربوا وعابر السبيل عمل انه سكر من الخمره ، فراح ضرب صاحب الدار على قفاه ، فصاحب الدار غضب وقال له انت ايه اللى انت عملته ده ، فردعابر السبيل .....


بانه المفروض مايزعلش لأنه ـ صاحب الدار ـ أكرمه وجاب له أكل وحلو وكمان خمرة ، فشرب خمرة وسكر، والسكران ما بيعرفش هو بيعمل ايه ، علشان كده ضربة على قفاه .


فضحك صاحب الدار وقال له احسنت ،لأنى باعمل كده من سنين كتير فى كل اللى يجى عندى ومحدش عمل اللى انت عملته وانت أخر واحد اعمل فيه كده وأمر بأكل حقيقى مش زى بتاع المرة اللى فاتت .


معنى القصة دى فى كرشة الخروف اللى ها يدبح فى العيد ( المعنى فى بطن الشاعر ) !!!


الى الجميع كل سنة وانتم طيبين واشوفكم انشاء الله بعد العيد.


الخميس، ديسمبر ٠٦، ٢٠٠٧

مدينة بلا قلب





للقاهرة سحر خادع ، حينما تطأ قدمك أرضها تصبح فى عالم آخر ، هذا ما يعلمه القادمون من خارجها ، القاهرة بالنسبة لمن لم يزرها من قبل كباريس عند من زاروها ، عاصمة النور ـ والظلمة أيضا ـ حينما تنزل من السيارة أو الأتوبيس أو القطار ـ أيهم أرخص بالنسبة لك ـ تعلم فى هذه اللحظة أنك مولود جديد ، عليه تعلم الحبو والنطق من جديد ، عليك أن تعرف أن ما تعلمته خارج القاهرة لا يصلح فى داخلها ، عليك أن تترك ـ بإرادتك أو غصبًا ـ كل ما تعلمته خارجا ، وإلا فأنت لا مكان لك فى هذا العالم .
عليك أن تنسى عدة أشياء وتتذكرها فى نفس الوقت ، لأن فى هذه المدينة لا يوجد تعريف واحد !!!، بل تعريفان الشئ ونقيضه !!!
فعليك أن تنسى شئ اسمه الثقة : أى ان لو أحدًا قال لك كلامًا فلا تصدقه فإنه لن يفى بما قال ووعد ، وعليك أيضا أن تثق فيه وفى كلامه لأنه ليس أمامك خيار آخر .
فى هذه المدينة عليك أن تعلم أنه لا يوجد شئ اسمه صديق ، فهذا الإسم لايوجد إلا فى القصص ، أما فى فى الواقع القاهرى فالكل قاهرك إن لم تنتبه .
فى هذه المدينة ، عليك أن تختصر الطريق وتجيب من الآخر ، وآخر هذه المدينة أن تدفع ، هنا يرفع شعار ( أبجنى تجدنى ) ، وإن لم تجد ما تأبج به فعليك أن تتحمل حتى الموت ، لأن الموت فى هذه المدينة يمكن أن يتأخر عن قبض روحك ما دمت تدفع له !!!
عليك أن تنتبه أيها الوافد من خارج القاهرة ، من نساء القاهرة فإنهن قاهرات كالقاهرة وأشد .

عليك أيها الوافد أن تنتبه من جيبك حتى لو كنت بعيدا عن محطة مصر فالقاهرة كلها محطة مصر .
لا داعى أن تقارن بين ركوب الأتوبيس أو الميكروباص أوالمترو أوالتاكسى ، فأنت لن تصل فى ميعادك ، ونصيحه من
شخص يسكن هذه المدينة أن تمشى بدلاً من الركوب ، وأهو من رياضة ومنه توفير . عليك أن تخرج من مسكنك قبل ميعاد المشوار بيومين أو ثلاثة ، وقد أباح بعض العلماء انه يجوزقصر الصلاة ما دمت داخل القاهرة .
لا تسأل رجل المرور عن مكان عنوان فهو آخر من يسأل عن أى مكان .

عليك أن تعلم أيها الوافد أنك فى مدينة لن تجد لها مثيل فى تدينها وعهرها ، وصدقها ونفاقها ، وعلمها وجهلها ، وعليك أن تتذكر فى النهاية أنه موجود فى مدينة القاهرة .
وقد صدق الشاعر حين وصفها بأنها مدينة بلا قلب
هنا القاهرة................

الأربعاء، ديسمبر ٠٥، ٢٠٠٧

ما لم أكن اتمناه






هناك حوادث نتمنى أنها لو لم تحدث ، هناك أفعال نتمنى لو لم نفعلها ، وكلمات لم نكتبها ، وكتب لم نقراءها ، وأشخاص لم نعرفهم.


الشئ الذى أتمنى انى لم أفعله هو أننى لم أكتب تلك القصيد ـ تسما مجازا قصيدة ـ ، فأنا لست بشاعر ولم أكتب يوما شعر ولم يعرف عنى أنى من قراء القصائد والدواوين ، ولكن حظى الحالك الذى جعلنى أكتب هذه القصيدة ، هذه القصيدة لم أعرف أنها ستجد طريقـًا لأن تكون حقيقة لا حبر على ورق .


فكل الشعراء يسطرون القصائد والدواوين ويملؤن صفحات الجرائد وشاشة التلفزيون ونجدهم فى النقابات والمظاهرات والندوات ، ومع ذلك لم يصدق تنبؤ الشعراء بسقوط الحاكم الدكتاتور ، ولا عرف أن قصائدهم الثورية أقمت ثورة أو لاقت رد فعل ـ اللهم إلا بعض الألسنة التى تنطق بها فقط ـ أما غير ذلك فلا .


كتبت هذه القصيدة غالبا فى الليل لأنى لا أذكر تحديدا متى كتبتها ، فقد كتبتها قبل ثلاث سنوات ، ومزقتها بعد ذلك خوفا منها ـ من القصيدة ـ ، فقد تملكنى شعور أنها ستكون سبب كل شر قادم ، ولم أعلم أنها ستكون شر عل من كتبت فى حقه أو على الأقل ستتحقق وتتحول على واقع لم أكن أتمناه .


يخيل لى الأن أنى من أولياء الله الصالحين ، ولكنى أحدث نفسى أن الصالحين يرون الخير ، أما ما كتبته وتنبئت به فلا يقدر على قول مثل هذه الكلمات إلا ساحر من سحر السحر الأسود الذين لا يتعاملون إلا فى الشر ، ولكنى أقول أنى لا هذا ولا ذاك ، ولاكن ما كتبته فى هذه الساعة ـ التى لا أعلم لها وصف ـ كانت هى الحقية التى لم يرها الكثيرين ، ولكن لا أستطيع بعد كل ذلك الوقت إلا أن أقول أنى صدقت فى ما تنبأت به ويا ليتنى لم أتنبأ به ، فإن توقع الشرأسواء من حدوث الشر نفسه .

ما كتبته كان قصيدة فى حق صاحب كل هذه الصور ، قصيدة كتبت فى ليلة ليلاء ، شديدة الحلكة والسواد ، فقد تخيلت وتوقعت كل ما حدث مع أيمن نور ، وكأنى قارئ كف أو فنجان ، كتبت أنه اعتقل وحبس وضرب وأهين ، وللاسف لم أكتب فى هذه القصيدة شئ عن خروجه أو رؤيته لنور الحرية ولا أعرف لماذا ؟ ربما لنفس السبب الذى جعلنى أكتب هذه القصيدة .

لا يعتقد أحدكم أنى متشائم أو أنى أتمنى عدم خروجه من محبسه ـ اللهم فك أسره ـ ، أو يعتقد أحدكم أنى أكمل فى هذه المقالة ما كنت قد تنبأت به قبل ثلاث سنوات ، ولاكنى أرى ان الدائرة تتضيق وتكاد أن تغلق عن أخرها ، وهنا يجدربنا أن نقول أن كثيرين صبروا ونالوا بعد ذلك ما كانو يتمنو ن بل وزيادة ، وقد صدقت المقولة ( إشتدى يأزمة تنفرجى ) فى مرات كثيرة وربما تصدق فى هذه الحالة ـ ونتمتى ذلك ـ ويعود إلى أسرته ، زوجته جميلة وابناه شادى ونور .


فى نهاية المقالة نتمنى أن يعود نور ويعود الغد إلى الحياه الحزبية مرة أخرى


* أعلم أن هناك سؤال سيسأله البعض عن هذه القصيدة ؟وأين هى ولماذا لم تكتبها الأن ؟ وأجيب أن القصيدة كتبتها منذ ثلاث سنوات وقد خفت وقتها أن ياتى البوليس ويقبض على ويرى هذه القصيدة !!! فمزقتها وألقيتها ولكنى أذكر بعضًا منها .....